نبذة عن علماء الفلك المسلمين ج 3

كل ما يخص علماء الفلك والتنجيم
أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

نبذة عن علماء الفلك المسلمين ج 3

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الصوفي (291-376هـ / 903 -986م)

أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفي، أحد أشهر فلكي القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد بالري بالقرب من طهران عاصمة إيران حاليا.

هاجر الصوفي إلى بغداد ونال تقدير ولاة الأمر فيها، فكان صديقا للملك عضد الدولة أحد ملوك بني بويه، ولقي عنده التقدير الحار. وكان عضد الدولة يفخر بمعلميه مثل أستاذه في النحو أبي علي الفارسي وأستاذه في حل الزيج الشريف ابن الأعلم، وأستاذه في صور الكواكب وأماكنها وسيرها عبد الرحمن الصوفي. وكان الصوفي يمتاز بالنبل والذكاء ودقة رصده للنجوم، وقد نال بذلك شهرة كبيرة، باعتباره واحدا من أعظم علماء الفلك في الإسلام.

وتعود شهرة الصوفي الحقيقية إلى تصحيحه لأرصاد بطليموس فقد أعاد الصوفي رصد النجوم جميعا نجما نجما، وعين أماكنها وأقدارها بدقة فائقة، وقام بإصلاحها بالنسبة إلى مبادرة الاعتدالين. وذكر أن بطليموس وأسلافه راقبوا حركة دائرة البروج فوجدوها درجة كل (100) سنة. أما هو فوجدها درجة كل (66) سنة.

وهي الآن درجة كل (71) سنة ونصف سنة. وعلل استخدام منجمي العرب لمنازل القمر باعتمادهم على الشهر القمري، وقال إن كثيرين يحسبون عدد النجوم الثابتة (1025) نجما. والحقيقة أن عدد النجوم الظاهرة أكثر من ذلك، والنجوم الخفية أكثر من أن تحصى، وعد (1022) نجما، منها (360) نجما في الصور الشمالية، و(346) نجما في دائرة البروج، و(316) في الصور الجنوبية.

ومما امتازت به أرصاد الصوفي أنه لم يذكر لون نجم الشعرى العبوري مع أن بطليموس وإبرخس قالا إن لونها ضارب إلى الحمرة، فكأن احمرارها كان قد زال في أيامه، وصار لونها كما هو الآن.

كان اهتمام الصوفي بعلم الفلك يعود إلى إلمامه العميق بالدين الحنيف لما في النجوم ومداراتها، والشمس وعظمتها، والقمر وسيره، لبراهين ساطعة على عظمة الله عز وجل. ولقد لعبت النجوم دورا كبيرا في حياة العرب منذ أن كانوا رحلا في الصحراء يعتبرون السماء خيمتهم البراقة، ويكثرون التأمل فيها، لتألقها وجمالها. وقد دفع هذا الصوفي إلى صنع كرة سماو ية أوضح فيها أسماء النجوم، واستدرك على العلماء السابقين عددا منها، وضبط كثيرا من مقاديرها ثم جمع أسماءها العربية المعروفة عند البدو. واستعمل فيها الرسوم الملونة كوسيلة للإيضاح.

وقد أودع الصوفي العديد من الصور الملونة للنجوم وشرح أشكالها وبين خصائصها في كتابه الشهير صور الكواكب الثمانية والأربعين .

أما مؤلفات الصوفي الأخرى فهي:

كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة

كتاب التذكرة

كتاب مطارح الشعاعات

كتاب العمل بالأسطرلاب .






الفرغاني (000-كان حيا 240هـ / 000 -861م)

أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، رياضي وفلكي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد في فرغان من بلاد ما وراء النهر، ثم انتقل إلى بغداد فأقام فيها.

درس الفرغاني علوم الرياضيات والفلك حتى برع فيها، ونال حظوة عند الخليفة العباسي المأمون فكان من المقربين عنده لعلمه وخلقه ونزاهته. وقد أسند المأمون إليه دراسات كثيرة تتعلق بعلم الهيئة فقام بها على أحسن وجه كما عينه رئيسا لمرصد الشماسية في بغداد الذي يعتبر أول مرصد في الإسلام.

وفي مرصد الشماسية عكف الفرغاني على دراسة علم تسطيح الكرة عن قرب فكان له آراء ونظريات أصيلة. وعندما قرر المأمون التحقق من قيمة محيط الأرض التي ذكرها القدماء اليونانيون، كان الفرغاني ضمن الفريق الذي خرج إلى صحراء سنجار مع بني موسى بن شاكر ، وكانت القياسات التي توصلوا إليها في غاية الدقة. وفي عهد المتوكل كلف بنو موسى الفرغاني بإنشاء قناة الجعفري، إلا أنه قد ارتكب خطأ كبيرا في أخذ مناسيب القناة بحيث إنها لم تكن لتمتلئ بالماء إلى العمق المطلوب.

كذلك قام الفرغاني بتطوير المزولة . وعمل عدة تطويرات لآلة الأسطرلاب الذي استخدمه في قياس المسافات بين الكواكب وإيجاد القيمة العددية لحجومها. ولقد حدد الفرغاني أقطار بعض الكواكب مقارنة مع قطر الأرض فذكر أن حجم القمر (39 / 1 ) من حجم الأرض ، و الشمس (166) ضعفا للأرض، والمريخ (8 / 15 ) من حجم الأرض، والمشتري (95 ضعفا) للأرض، وزحل (90) ضعفا للأرض. وهي قياسات تختلف قليلا عما توصل إليه العلم الحديث. ولقد بقيت قياسات الفرغاني مستخدمة في جميع بقاع العالم حتى القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. كما اعتمد علماء العرب والمسلمين في علم الفلك على نتائج الفرغاني.


ولقد ترك أبو العباس الفرغاني آثارا خالدة في مجال علم الفلك من أهمها:

مختصر لكتاب المجسطي لبطليموس وقد نال هذا الكتاب شهرة كبيرة وترجم إلى اللغة اللاتينية.

وكتاب الكامل ووضع فيه آراء في علم تسطيح الكرة.

وكتاب الأسطرلاب ذكر فيه تعديلاته في آلة الأسطرلاب .
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

نبذة عن علماء الفلك المسلمين ج 3

مشاركة بواسطة السور الاعظم »


الكوهي (000-390هـ / 000 -1000م)

أبو سهل ويجن بن رستم الكوهي. عالم رياضي وفلكي وفيزيائي اشتهر في القرن الرابع الهجري / العاشر والحادي عشر الميلاديين. ولد بمدينة الكوه في جبال طبرستان جنوب بحر الخزر وإليها نسب.

هاجر الكوهي إلى بغداد حيث استقر فيها وتلقى علومه الأساسية. فنبغ في العلوم التطبيقة عامة وفي الفلك خاصة. وعندما استولى شرف الدولة ابن عضد الدولة البويهي على السلطة من أخيه صمصام قرب الكوهي وطلب منه إنشاء مرصد فلكي في بغداد، وتقديم دراسة متكاملة عن رصده الكواكب السبعة من حيث مسيرتها وتنقلها في بروجها.

فبنى الكوهي المرصد في دار المملكة، في آخر البستان، مما يلي باب الحطابين ببغداد. وقد أحكم أساسه وقواعده لئلا يضطرب أو يميل شيء من حيطانه. كما استفاد الكوهي من عطف شرف الدولة لإقناعه ببناء عدة مراصد في البلاد الإسلامية ليتسع لعلماء الفلك تطبيق نظرياتهم الفلكية. وقد رصد الكوهي في مرصده هذا محضرين أخذت فيهما خطوط الحاضرين بما شهدوا، واتفقوا عليه.

كما قام الكوهي بدوره بتغيير الانقلاب الصيفي والاعتدال الخريفي. كما علق وانتقد بعض الفرضيات الفلكية التي اعتمد عليها علماء اليونان في دراستهم الفلكية. كذلك تفوق الكوهي في صناعة معظم الآلات الرصدية التي استعملها في مراصده في بغداد، ويتضح ذلك في كتابه صنعة الأسطرلاب بالبراهين.

وفي مجال الجبر طور الكوهي هذا العلم، وإليه يرجع الفضل قي تطوير المعادلة الجبرية ذات ثلاثة حدود. كما حل الكوهي بعض المسائل المستعصية على معاصريه في هذا الحقل، وأعطى جل وقته لدراسة المعادلة الجبرية التي درجتها أعلى من الثانية.

أما في موضوع علم الهندسة، فقد ذاع صيته، وذلك بتعديله لكثير من المسائل الهندسية التي تتعلق في حجوم ومساحات بعض الأجسام. كما شرح كتاب أصول الهندسة لإقليدس وحل المستعصي من المسائل على أساتذته من علماء العرب والمسلمين.

وفي مجال الفيزياء طور الكوهي نظريات مركز الثقل واستخدم البراهين الهندسية لحل كثير من المسائل ذات العلاقة بإيجاد مركز الثقل، كما تمخض من دراسته لمركز العقل بحوث قيمة حول موضوع الروافع، واشتهر بلقب أستاذ مركز الثقل ب ين معاصريه.

ترك الكوهي مصنفات متنوعة من أهمها كتاب البركار التام ، وكتاب الأصول على تحريكات إقليدس ، وكتاب مراكز الدوائر على الخطوط من طريق التحليل دون التركيب ، وكتاب الدوائر المتماسة من طريق التحليل ، وكتاب الزيادات على أرشميدس . كما ترك من الرسائل رسالة تثليث الزاوية ، ورسالة عمل المسبع المتساوي الأضلاع في الدائرة ، ورسالة إخراج الخطين من نقطة على زاوية معلومة.





الكاتبي (600-657هـ /1203 -1276م)

علي بن عمر بن علي الكاتبي القزويني، ويعرف في بعض المراجع بعلي بن عمر بن علي دِيبران القزويني الرياضي عالم الفلك والمنطقي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي.



لم تذكر الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم شيئا عن حياة الكاتبي، ولكنها حددت عام ميلاده بقزوين عام 600هـ/1203م، وأنه كان تلميذا نجيبا من تلاميذ العلامة الطوسي،، أما عام وفاته فقد ذكرت روايتان أحدهما قليلة وهي عام 693هـ، وأخرى شائعة التداول ويكاد يجمع عليها مؤرخو العلوم وهي عام 657هـ/1276 م، ويتضح من مؤلفاته أنه كان عارفا بعلوم الحكمة والطبيعيات والمنطق، وأنه كان معجبا بكتابات فخر الدين الرازي فقد ناقشه في كتاب بعنوان: المنصص في شرح الملخص،، وكتاب: الفصل وهو شرح لكتاب المحصل لفخر الدين الرازي وهو في علم الكلام، وكما ذكرت كتب تاريخ العلوم فقد اطلع على المصادر اليونانية في علم الفلك وكذلك كتب الأصول العربية.


وقد درس كذلك الكاتبي الرياضيات وبخاصة علم الحساب، وكان له اهتمام خاص بالحساب الهوائي، وله رسالة خاصة فيه ناقش فيها الحساب الهوائي وأصوله وقواعده وطرقه المختلفة، وهي بعنوان: الحساب الهوائي، ويعد مؤرخو العلوم هذه الرسالة من الرسائل الأساسية في علم الحساب فلا تذكر قائمة بالكتب المؤلفة في هذا العلم إلا ويرد فيها ذكر هذه الرسالة باعتبارها مرجعا هاما وأساسيا في هذا العلم. ومن مؤلفاته:

تلخيص كتاب المجسطي وتهذيبه


ومن بين الأفكار التي ناقشها الكاتبي دوران الأرض حول نفسها وهيئتها وذلك في كتابه: كتاب عين القواعد في المنطق والحكمة ، وهو كتاب موسوعي في الطبيعة والرياضيات والفلك. وقد ربط الكاتبي بين المنطق والطبيعة والرياضيات وذلك في كتابه: حكمة العين في المنطق الطبيعي والرياضي ، وله كتابان في المنطق والتصوف هما : جامع الحقائق في كشف الحقائق، والرسالة الشمسية في القواعد المنطقية ، وقد شرح تلك الرسالة كل من: التفتنازي، وقطب الدين الرازي.
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

نبذة عن علماء الفلك المسلمين ج 3

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

الماهاني ( ق 3هـ - ق 9م )

محمد بن عيسي بن أحمد أبو عبد الله الماهاني، عالم رياضيات وفلك. عاش في القرن الثالث الهجري - التاسع الميلادي. وأجمع مؤرخو العلوم على أنه كان حيا قبل عام 260هـ/874م. ولكنهم لم يحددوا له تاريخ ميلاد أو تاريخ وفاة.

عاش الماهاني ببغداد، وكان له قدر معروف بين علماء الرياضيات والفلك. وخلال حياة الماهاني المجهولة أبدع معادلة سميت باسمه بين علماء العرب وعلماء الغرب.

ومن أهم إنجازات الماهاني العلمية في الرياضيات حله لثلاث معادلات من المعادلات التكعيبية أولها تلك المعادلة التكعيبية التي سميت باسمه، وكان ذلك حين اشتغل في مسألة أرخميدس التي تتعلق بقطع الكرة إلى جزأين، حجمهما بنسبة معلومة، فكان الماهاني أول من وضع هذه المسألة بشكل المعادلة التكعيبية التالية:

(س2+ب3 ج=هـ س3) .

وهناك معادلة تكعيبية ثانية أخرى عالجها الماهاني وعرفت باسمه أيضا، هي:

(س3+أ2 ب=ج س2) .

وقد أبدع الماهاني حلولا هندسية للمعادلات التكعيبية بواسطة قطوع المخروط حين حل معادلة من الدرجة الثالثة، وهي المعادلة التالية:

(س3+د2 هـ=ب س2) .


وقد اشتغل الماهاني أيضا بعلم الفلك، وألف فيه أرصادا فلكية. وقد سجل طرقا لرصد قيمة ميل فلك البروج وخاصة السرطان، تناول ظاهرة السمت في كتبه، وللماهاني مجموعة من الكتب شرح فيها بعض الكتب اليونانية الأصول في علم الرياضة ومنها: تحرير مانالوس في الأشكال الكرية. ما ألفه أرخميدس في الكرة والأسطوانة. ستة وعشرون شكلا من المقال الأولى التي لا تحتاج إلى العكس . تعليق وشرح على كتاب في الهندسة لإقليدس. شرح المقالة الخامسة من أصول إقليدس . تفسير المقالة الأخيرة من كتاب الأصول لإقليدس . وله كتاب مؤلف في علم الرياضيات هو: النسبة .

وله في الفلك كتابان مؤلفان هما:

عروض الكواكب

معرفة السمت إلى أي ساعة أردت وفي أي موضع شئت





المصري (000 - 943هـ / 000 - 1536م)

محمد بن أبى الفتح بن محمد بن عيسى بن أحمد الصوفي المصري وكنيته شمس الدين ولقبه أبو عبد الله ، الرياضي الفلكي. عاش في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي .

المصري من مشاهير علماء الفلك في مصر وقد تأثر بزيج أولغ بك ، ولم تحدد الموسوعات أو كتب تاريخ العلوم عام ميلاده ، بل إنها اختلفت في عام وفاته فقيل في إحدى الروايات إنه قد توفي في عام 853 هـ/1449م، ويتضح عند التدقيق في حياة المصري ومؤلفاته خطأ تلك الرواية، إذ أنه انتهى من تأليف كتابه : نزهة الناظر في وضع خطوط فضل الدائر عام 878هـ/1473م، أما الرواية الشائعة والأكثر دقة هي رواية بروكلمان بأنه توفي عام 943هـ/1536م، وكذلك فإننا لا نعرف إلا اليسير عن حياته .

وقد اهتم المصري بالربط بين الرياضيات والفلك في حساباته وجداوله الفلكية، واهتم كذلك برصد حركة الكواكب، ومباشرة القمر و الشمس، وتقويم الكواكب السبعة ومنها: الزهرة و عطارد.

وقد رصد مؤرخو العلوم للمصري أكثر من مائة رسالة ومقال وكتاب لم تصل إلينا جميعا.

ومن أهم مؤلفاته :

الرسالة الشمسية في الأعمال الجيبية

رسالة العمل بالربع المجيب

نتائج الفكر في المباشرة بالقمر

تقويم الكواكب السبعة

نهاية الرتبة في العمل بجدول النسبة وهو يتناول حساب الدرك والدقائق بطريق جدول النسبة الستينية

الإعلام بشد البنكام

طريق حساب المائلة ورسمها بسمك الاعتدال



وقد تناول زيج أولغ بك بالشرح والتسهيل، وقد أكمل هذا المختصر برسالة عنوانها : بهجة الفكر في حل الشمس والقمر، وتحفة النظار في إنشاء الغبار من أصل المعيار، وبلوغ الوطر في العمل بالقمر إن استتر النجم بالغيم.

وله رسالتان تعليميتان في علم الفلك هما :

مقتطفات في علم الفلك

عمدة ذوي الألباب في معرفة استخراج الأعمال الفلكية للحساب

رسالة السهل الممتع في العمل بالبسيط المرتفع.



المزي ( 690- 750هـ / 1291 - 1349م )

محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المزي عالم فلك ورياضي عاش في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي .

فلكي موقت في المسجد الأموي - بدمشق لم تذكر الموسوعات كثيرا عن حياة المزي ولكنه من المعروف أنه ولد بدمشق عام 690 هـ 1291 م وأنه أخذ العلم عن ابن الأكفاني في القاهرة، وعرف علم الحيل وبخاصة حيل بنى موسى ثم عاد إلى دمشق واستوطنها وقد فقد البصر في إحدى عينيه وتوفي بدمشق عام 750هـ / 1349 م .

ومن المعروف أن المزي كان فلكيا ماهرا في صناعة الأسطرلاب ، وكان الأسطرلاب الذي يصنعه يباع في حياته بعشرة دنانير، وكان يقوم بعمل الأوضاع الغريبة من الأسطرلابات والأرباع، وكان لا يناظره أو يلاحقه أحد من العلماء أو من المهندسين الماهرين.

وكان مهتما بصنع آلات الرصد الفلكية ومن أهمها الأرباع وله رسالة بعنوان :

تحفة الألباب في العمل بالأسطرلاب

رسالة الربع المطوي

رسالة الربع المسطر

رسالة الربع المجن


وغيرها من الرسائل التي تهتم بآلات الرصد الفلكية وقد اهتم المزي بحركة الشمس وعلاقتها بالأرض، وكذلك اهتم في حساباته الفلكية بذكر أو بدراسة الأوج، والحضيض في أبعاد الكواكب عن الأرض وله رسالة بعنوان جداول الحضيض لعرض دمشق.

ومن كتبه الأخرى :

نظم اللؤلؤ المهذب في العمل بالربع المجيب

كشف الريب في العمل بالجيب

وقد اهتم المستشرقون وبخاصة بروكلمان برسائل هذا العالِم لما فيها من توضيح لآلات الرصد الفلكية العربية التي تعكس مهارة هذا العالم في صنعها وكذلك تطور علم الفلك في هذا القرن، وبخاصة أن القرن السابع الهجري قد انتابه بعض الخمول في علم الفلك. ومن أهم الرسائل التي اهتم بها المستشرقون: كشف الريب في العمل بالجيب، ورسائله عن المقنطرات وهي: رسالة في ربع الدائرة الموضوعة على المقنطرات، رسالة المقنطرات.





بنو موسى (القرن 3هـ / 9 م)

محمد وأحمد والحسن بنو موسى بن شاكر،أسرة اشتهرت في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي، ونبغت كلها في علم الهندسة والفلك وعرفت ببني موسى. كان أبوهم موسى بن شاكر له مكانة كبيرة عند الخليفة العباسي المأمون، فقد كان ملازما له، مكرسا وقته للعلم، مهتما بعلمي الفلك والرياضيات. ثم توفي موسى بن شاكر تاركا وراءه أولاده الثلاثة صغارا في رعاية الخليفة المأمون. فكان الابن الأكبر محمد وافر الحظ من الهندسة والعدد والمنطق، وكان الأوسط أحمد متميزا ومنفردا بصناعة الحيل وقد تحقق له فيها ما لم يتحقق مثله لأخيه محمد ولا لغيره من القدماء المهتمين بالحيل. وكان الثالث الحسن متميزا في الهندسة.

تكفل المأمون بالأخوة الثلاثة، فرعاهم وعهد بهم إلى إسحاق بن إبراهيم المصعبي، فألحقهم إسحاق ببيت الحكمة تحت إشراف الفلكي يحيى ابن أبي منصور. وكان المأمون أثناء أسفاره إلى بلاد الروم يرسل الكتب إلى إسحاق بأن يرعاهم ويوصيه بهم ويسأله عن أخبارهم. وقد أتاح وجود بني موسى في بيت الحكمة فرصة ممتازة لهم من أجل تثقيف أنفسهم وإبراز مواهبهم العلمية. وفي صغر سنهم أثناء تلقيهم العلم كانت حالهم رثة وأرزاقهم قليلة، وكان ذلك حال أصحاب المأمون كلهم كانت أرزاقهم قليلة. وقد تحسنت أحوال الأخوة الثلاثة في زمن الخلفاء الذين تعاقبوا على الحكم بعد المأمون وأصبحوا ذوي ثروة ونفوذ، وقد نالوا ثقة الخلفاء كلهم.

كان محمد بن موسى مهتما كثيرا بالسياسة، فقبل وفاة الخليفة المنتصر بالله العباسي ساعده محمد على أن يمنع أحمد بن المعتصم بالله العباسي، من تولي الخلافة وعمل على تعيين المستعين بالله ابن المنتصر بدلا منه. وفي زمن المستعين وأثناء حصار بغداد من قبل أخي الخليفة في عام 251هـ / 865 م، كلف عبد الله بن طاهر قائد جيش المستعين، محمد بن موسى بتقدير قوة جيش العدو.

وعندما وقف المستعين في ذلك العام يخطب بالناس أثناء الاضطرابات في بغداد كان محمد بن موسى يقف مع آخرين إلى جانب الخليفة. وكان محمد بن موسى أحد الأشخاص الذين أرسلهم قائد الجيش عبد الله بن طاهر إلى الجيش الذي حاصر بغداد للتفاوض معه على شروط تنازل المستعين بالله عن الخلافة.

ولعل أهم ما يم يز الأخوة الثلاثة أنهم كانوا متضامنين متكاتفين في حياتهم وفي أعمالهم وعلى الأخص العلمية منها، فأسندت الدولة إليهم مهام كبيرة، منها الإنشائية، والهندسية، كشق القنوات مثل: قناة عمود ابن منجم بالقرب من البصرة.

وعندما أراد المتوكل شق قناة الجعفري كلف بني موسى بهذا العمل الذين كلفوا بدورهم أحمد بن كثير الفرغاني الذي ارتكب خطأ كبيرا في تحديد منسوب الماء في القناة ولذلك لم تكن هذه القناة تمتلئ بالماء للعمق المطلوب لأنها كانت أعلى من النهر.ولما وصل إلى سمع الخليفة أن في الإنشاء خطأ قرر أن يصلبهم على ضفة القناة إذا صح الخبر الذي سمعه. وعندما سمع بنو موسى بقرار الخليفة هرعوا إلى سند بن علي، وكان مهندسا بارعا، فاشترط عليهم، لكي يساعدهم أن يعيدوا كتب الكندي إليه، الذي كان صديقا لسند بن علي، وذلك لأن بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فَأَغْرَوْا به عند المتوكل واستولوا على مكتبته.

وقد استجاب بنو موسى لهذا الشرط، وقال سند بأنه سوف يعلم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع أن يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد قتل المتوكل بعد شهرين ونجا بنو موسى من العقاب.

وعلى الرغم من توتر العلاقة بين بني موسى والكندي إلا أن علاقتهم مع معظم علماء عصرهم كانت ودية. فكانوا يطيعون العلماء ويتدارسون معهم الأمور ويطلعونهم على أعمالهم العلمية. ولقد سخّر بنو موسى أموالهم لتطوير العلم وتشجيعه، فكانوا يرسلون الرسل إلى بلاد الروم لشراء الكتب بمبالغ كبيرة. بل إن محمد بن موسى كان يذهب بنفسه إلى آسيا الصغرى لشراء المخطوطات والكتب. وفي إحدى هذه الرحلات أحضر معه واحدا من الذين أصبحوا فيما بعد أشهر علماء الرياضات وهو ثابت بن قرة، الذي أقام في بيت محمد وتعلم في داره. كما كان لبني موسى دور فعال في حركة الترجمة التي اشتهرت في ذلك العصر، فكانوا يدفعون الكثير من أموالهم للمترجمين من أمثال حنين بن إسحاق.

لقد امتدت شهرة بني موسى عبر التاريخ وارتبطت أسماؤهم بالكثير من الإنجازات، من أهمها: بناؤهم مرصدا خاصا بهم، جهزوه بالآلات الدقيقة، وحسبوا عن طريقه الجداول الفلكية التي ظلت معتمدة لفترة طويلة. وكذلك اشتراكه م مع فَلَكِيِّي الخليفة المأمون في قياس درجة من خط نصف النهار لمعرفة محيط الأرض. ولكن أعظم إنجازاتهم التي ظلت باقية ووصلت إلينا هو كتاب الحيل الذي يمثل سبقا حقيقيا لهم في هذا المجال بين معاصريهم من العلماء.
أضف رد جديد
  • المواضيع المُتشابهه
    ردود
    مشاهدات
    آخر مشاركة
  • ماذا يخبرنا الفلك عن مسالة ظهور المهدي
    بواسطة مجد » » في مقالات في التنجيم
    4 ردود
    236 مشاهدات
    آخر مشاركة بواسطة مجد

العودة إلى ”علماء الفلك والتنجيم“