
[center]- الحب باب يدخله الذين غمروا في حقائقه و غرقوا في بحار معانيه و صارت فيهم أثاره و دثرتهم نواره
و لم يعرفوا له معني يحده إذ من حد الحب ما عرفه
كما قال الشيخ أبن عربي:
الغيرة من صفات المحبة و الغيرة تحب الستر فلا تتحدث
فالحب أوله نحب و أوسطه موت و ليس له حدا يحده فمن قال أن الحب يعرفه فمال لقوم به أعمارهم شغفوا
و لم يقولوا أن الحب نعرفه خلف و لكن بالقيد يأتلف فليس يعرف منه غير الإلزام البث و الوجه و التبريح و الأسف.
سأل علي ابن الحسين امرأة عن الحب ما الحب فقالت : الحب أخفا من أن يرى و أبين من أن يخفا و كنونه في
الأحشاء كنون النار في الحجر إن قدحته أورى و إن تركته توارى
إن المحبين في شعل في سيدهم .
ومن كرمه سبحانه أن جعل هذه الحقيقة ساريتا في كل عين و ممكن و متصل بالوجود و قرن معها اللذة التي
لا لذة فوقها فنقول أحب العالم بعضه لبعض حب تقييدي من حقيقة حب مطلق فقيل فلان أحب فلان أو فلان أحب أمرا ما
فمحب الله لا ينكر على محب أحب من أحب فانه لا يرى محب ألا الله و من ليس له هذا الحب فهو ينكر على
من أحب و الحب متعلق بالفناء.
كما قالت رابعة العدويه في الحب:
أحـبــك حـبـيـن حــــب الــهــوي
وحــبــاً لأنــــك أهـــــل لـــــذاك.
فـأمـا الــذي هــو حــب الـهــوي
فشغلـي بذكـرك عمـن ســواك.
أمــــــــا الـــذي أنــــت أهــــل لــــه
فـــكشفك لي الحجب حتي أراك.
فـلا الحمـد فـي ذا ولا ذاك لــي.
تــــــــــركت الخلق طرا في هـواك
و أيتـــــــــــــمت العيال لكي أراك
فـــــــــــلو قطعتني في الحـــــب إربا
لمــــــا مال الفــــــــــؤاد إلى سواك
[/center][/color]