أخــطـر مــعـــلـــومـــة مــمــكــن ان تــتـــعـــلـــمـهـا
مرسل: الثلاثاء 21-2-2012 7:48 am
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الإيجو
يمكن تمثيل “وعيك” أو إدراكك بمساحة دائرية نقية لا تشوبها
شائبة. فهو جميل، وكامل، وينعم بالسلام. إنه “الأنا” التي في
داخلك، تلك “الأنا” التي تتحكم بجسمك، وعقلك، وعواطفك. وهو حقيقة
ما يمثله قولك “إنه أنا”. إنه حقيقة ما كنت عليه عند بداية
حياتك. لهذا يمكن تمثيله رسماً بدائرة نقية متجانسة اللون.
يقول الدكتور صلاح الراشد : (( بالانجليزية Ego، وبالعربية
يسمونه الأنا أو الأنا العليا لكن التعريف متواضع جداً، وخاص
بمصطلح فرويد القديم.
الايجو انفصال، توحد، تكبر، شخصنة، تعنصر، تمحور، تضييق واسع،
دعوة لله دعوة للدين وهي تخلو من الخلق، عيش في بعد الماضي والمستقبل
وضياع الحاضر من المعادلة .. هذه بعض من سمات الايجو .
. وهي اخطر معلومة ممكن تتعلمها ..
وتعلمها يعني نقل حياتك لمنطقة الأقلية والتخلص من عقدة
الغالبية؛ لأن الغابية خطر. اذا كنت مع الغالبية فأنت في خطر ..
هذا يعني أنه آن الآوان لتعمل شيئاً لحياتك .. الغالبية غير
سعيدة، غير منجزة، مجادلة، مضطربة .
الايجو الوحيد الذي يجوز قتله وذبحه بدون رحمة ،هو الذي يجب أن
"يسلم فيعنينني ولا يعين علي".
الايجو ايضاً عند علماء القلوب والنفس الاسلاميين ، يطلق على
النفس الامارة بالسوء ، التي تريد التغلب على الانسان وتدميره
بسيطرتها على النفس المطمئنة .
ان النفس البشرية واحدة ، ولكن فيها ثلاث حالات متنافسة ،
باستطاعة الانسان ان يقودها ويهذبها ويشذبها ويزكيها فتصبح نفساً
مطئنة كلما زاد اطمئنانها زاد قربها لله خالقا ، وكلما قل
الاطمئنان وزاد التوتر الداخلي عند الانسان وشعر باضطراب وعدم
راحة زاد بعدها عن الله واصبحتنفساً متمردة امّارة بالسوء ، تجعل
صاحبها اسيراً في مواقف عديدة من شانها تدمير حياته بالكامل
فيعيش تعيساً يائساً بائساً متألماً طول الوقت .
وبينهما ، اي بين النفس المطمئنة والأمّارة بالسوء ، حالة ثالثة
وهي اللوامة ، وهي برأيي المتواضع سلاح ذو حدين ، إن زاد لومها
استغلتها الأمارة بالسوء وجعلتها تعمل لصالحها فتعذب الانسان في
لوم شديد يصل الى تانيب وتاثيم الضمير القاسي والعنيف . واما اذا
قل لومها فتسيطر عليها المطئمنة وتجعلها تعمل لصالحها فينعم
الانسان بالمحاسبة والانابة والرجوع والتوبة بدون عذاب وصراع .
وعيك الداخلي
نعود إلى دائرتك الشخصية ستجد الكثير مما يشبه البقع الملونة
التي تلطخ صفاءها. وذلك ما يغطي سلامك الداخلي. لقد دخل الإيجو
الذي لديك على الخط ، وبدأت الحياة تترك ندوبها، والسلام والجمال
الداخلي لديك قد حجبته ندوب وجراح لا تحصى، وهي علامات قبيحة
تغطي وعيك الحقيقي.
الإيجو يغطي وعيك ويحجبه
فما هي تلك البقع الملطخة التي تفسد كمالك؟
إنها تمثل تلك الأشياء الصغيرة التي تكتسبها من كونك أنت بما أنت
عليه: الأشياء التي تعجبك، والتي لا تعجبك، تلك التي تحبها، وتلك
التي تكرهها. إنها تاريخك الذي لا تستطيع التخلص منه. إنها
ذكرياتك، آمالك، وأحلامك. إنها هواياتك الصغيرة، وتلك الأشياء
التي تتصنعها. كل واحد من تلك الاشياء يمثل أثراً أو ندباً، و
تجتمع تلك الندوب جميعها لتكون شخصيتك، الإيجو لديك، أو هويتك.
ولكن ما هي شخصيتك؟ أهو شيء أنت مخطئ بشأنه. إن الجميع تقريباً
يخطئون بشأنه، فهم ليسوا أفضل حالاً. اسأل أي أحد عمن يكون،
وسيخبرك على الأغلب باسمه، وعمره، وعمله، وعرقه، وجنسه، وتاريخ
حياته، وأحلامه، وما يحبه وما لا يحبه. فالناس تعرف بنفسها من
خلال تلك الأشياء.
وتلك كلها أجزاء من شخصيتك. وهي بالكاد “تتعلق بك”، لكنها ليست
أنت. إنها تصفك فقط، لكننا بطريقة ما قد اختزلنا أنفسنا بهذه
الصفات، بهذه التفاصيل الصغيرة.
لقد نسينا من نكون؛ لقد نسينا اللب والوعي الحقيقي الذي غطته كل
تلك التفاصيل. وذلك أمر محزن، لأن هذا اللب يحتوي على كل ما
نريد، وكل ما نبحث عنه في أهدافنا التي نسعى إليها- وهي السلام
الذي لا يتزعزع والبهجة والفرح.
إن عليك أن توقف الأفكار قبل أن تسبقك، و أن توقف المشاعر قبل أن
تسيطر عليك، عليك أن توقف الإيجو عن أن يخبرك باستمرار بأن
الأمور لا يجب أن تكون على ما هي عليه.
وذلك كله يقود إلى الفكرة نفسها: لا تسمح للإيجو أن ينغص على
سلامك الداخلي. ولاتسمح للنفس الأمارة بالسوء تدمر حياتك .
* مصدر الإيجو
من أين أتى “إيجوك” (الإيجو خاصتك) ؟
لقد نشأ إيجوك وتطور ليكون دوره هو التفاعل مع العالم الخارجي،
أو يمكنك أن تقول أن العالم هو الذي ترك لك هذا الإيجو. وذلك
العدد الذي لا يحصى من البقع والندوب التي تكوّن مجتمعة إيجوك قد
تركته لك الحياة التي عشتها.
إن هناك ندوباً كثيرةً تشكل الإيجو. دعونا ننظر كيف يمكن لأحدها
مثلاً أن يتشكل. لنقل أنك في طفولتك كنت تتعرض للاعتداء بالضرب
من قبل مربيتك. فلا بد أن ذلك قد ترك أثراً أو ندباً يشكل واحداً
من الندوب الكثيرة التي تشكل في النهاية إيجوك الحالي. فماذا
ستكون النتيجة؟ ربما تكون نتيجة لذلك تكره تلقائياً كل امرأة
تذكرك بها، أو ربما أصبحت تتبنى الضرب كممارسة معيارية مع كل طفل
“مشاكس”.
قد يكون ذلك جزءاً كبيراً نسبياً من إيجوك، ولكن حتى الأولويات
الصغيرة (مثلاً : لا أحب الجو البارد) وحتى الأشياء الجيدة قد
تنشأ من إيجوك. ما الذي أعنيه بذلك؟ لنقل أنك قمت مثلاً بالتبرع
لأحد المحتاجين بدافع الطيبة والتعاطف، فذلك ليس سلوكاً إيجوياً،
ولكن إذا قمت بالتبرع على أمل أن يعتبرك أحدهم إنساناً عظيماً،
طيب النفس، فذلك مثلاً ينشأ من إيجوك.
* الإيجو يؤثر على إدراكك للأمور، وعلى ردات أفعالك
الإيجو الآن يغطي وعيك، ويقوم بتصفية (أو فلترة) كل ما تشعر به
وتفعله. إن ذلك يشبه محاولة النظر من خلال نظارات تعرضت للرش
بألوان مختلفة من الطلاء، لذلك لا يمكنك أن ترى أي شيء على
حقيقته.
ولأن كل إيجو قد تشكل بطرق وأحداث مختلفة، فهذا يعني أنك لن ترى
أي شيء بنفس الطريقة التي يراه بها شخص آخر. لهذا السبب يمكن
لشخصين مختلفين أن ينظرا إلى الحدث نفسه ويخرجا بتفسيرين مختلفين
تماماً؛ وهو السبب الذي يجعل شخصاً معيناً لا يتأثر نهائياً بحدث
ما، بينما يقع الآخر في الكآبة بسبب الحدث نفسه.
دعونا نختلق مثالاً عن زوجين ولنسميهما “حسن” و”سعاد” على سبيل
المثال. ولنقل أنهما يعملان معاً في مشروع مشترك. ماذا لو انهار
العمل في أحد الأيام وخسرا كل مدخراتهما. قد يكون حسن منحدراً من
عائلة ميسورة، حيث نشأ مؤمناً أن النقود تأتي بسهولة وبشكل
طبيعي، ولذلك سيتعامل مع المصيبة بشكل جيد. فإيجو حسن “يفلتر”
الحدث ويخبره أن النقود ستعود قريباً. لكن سعاد قد تكون نشأت على
أن الحصول على النقود صعب، ولذلك فستيأس وتنهار. لاحظ: الحدث
نفسه.. وردات فعل مختلفة.
هذه المصافي (أو الفلاتر) تؤثر على الأمور الصغيرة أيضاً. فإذا
شاهد حسن وسعاد رجلاً وامرأة غريبين يتشاجران، فافتراضاتهم
التلقائية ستقفز على الفور. فقد يفترض حسن أن المرأة قد خانت
الرجل. بينما قد تفترض سعاد أن الرجل يضرب المرأة في البيت. قد
تكون الحقيقة شيئاً مختلفاً كلياً عن كل تلك الافتراضات، لكن ذلك
لا يهم، فتاريخهما وإيجو كل منهما يقفز تلقائياً ليخبر كلاً
منهما قصة ما.
* عندما تصبح الأشياء جزءاً من هويتك وتعريفك لذاتك
هذا جزء من الايجو أيضاً. والألم الذي يمكن أن تسببه هذه الأشياء
واضح، ويمثل مصدراً للكثير من تعاستنا.
هل سبق لك أن رأيت طفلة مع دميتها الجديدة؟ إنها ستبكي إذا ما
أخذت منها دميتها وستفعل أي شيء لتسترجعها. ولكنها إذا حصلت بعد
بضعة أيام على دمية أخرى جديدة، فإنها لن تبالي أبداً بما حل
بدميتها السابقة.
فما الفرق؟
لقد كانت الدمية الأولى جزءاً من إيجو تلك الطفلة، لقد كانت
“لها”. وعندما أخذت الدمية منها، فإن الاستلاب من الإيجو هو ما
سبب الألم لها ولم تكن خسارة الدمية نفسها، بدليل عدم مبالاتها
بالدمية الأولى بعد حصولها على الثانية بعد أيام .
والأمر نفسه ينطبق علينا. فعندما نكبر، تفقد اللعبة أهميتها،
لتحل مكانها صديقتنا الجميلة، أو زوجنا الوسيم، أو بيتنا الواقع
على الشاطئ، أو حسابنا في البنك.
وهي ليست فقط أشياء مادية، فالإيجو في العادة يعرف نفسه أيضاً
بجسم صاحبه، خصوصاً إذا كان الجسم قوياً أو جذاباً. وهناك أشكال
أخرى للتعريف مثل الوضع الاجتماعي والسمعة.
أنا لا أقول أن التمتع بتلك الأمور هو خاطئ، لكن لا تجعل نفسك
تتحدد من خلالها. لأنك متى فعلت ذلك، تكون قد زرعت بذور معاناتك.
فلا يوجد شيء ثابت، وهناك فرصة لخسارة أي شيء مهما كان.
ويمكن أن تعرف أنك قد بدأت تتحدد من خلال شيء ما منذ اللحظة التي
تشعر فيها بالانزعاج – مهما كان صغيراً- عند التفكير بإمكانية
خسارة ذلك الشيء.
إذْ ما إن يتعرّف الإيجو من خلال شيء ما، حتى يصبح ذلك الشيء
جزءاً من الإيجو تماماً كما هي الذراع جزء من الجسم. لذلك فإن
سلب ذلك الشيء من الإيجو هو مؤذ للنفسية كما يؤذي قطع الذراع
الجسد. فالإيجو هنا قد فقد جزءاً من نفسه.
هذا هو السبب الذي يدفع ببعض الناس إلى الانتحار بسبب خسارة الحب
مثلاً – إذا أنهم يكونون قد عرفوا أنفسهم كلياً من خلال ذلك الحب
حتى أدت خسارتهم له إلى ترك الإيجو مجرداً من كل شيء. (لقد أصبح
الإنسان هنا مثلاً ينظر إلى ذلك الحب كجزء لا يتجزأ من نفسه
وشخصيته وكيانه ومفهومه عن ذاته).
وهو السبب أيضاً وراء المبالغ الطائلة التي تجنيها صناعة التجميل
–الان النساء والرجال على حد سواء يصرفون المبالغ على المظهر الخارجي وعمليات التجميل
واغلبها غير ضرورية وانما مجرد كماليات للشخص هو يشعر بنقصها
ذلك هو السبب حقيقة وراء كون العالم يسير بالطريقة التي يسير بها،
فالإيجو هو المعيار والأساس.
الأسوأ من كل ذلك هو أن الإيجو لا يمكن إشباعه لوقت طويل. فمهما
كانت أهدافك في الحياة، فإنك ستحصل فقط على رضاً مؤقت عند
تحقيقها، وبعدها سيجبرك الإيجو على أن تذهب وتبحث عن المزيد.
وحتى لو أصبحت الأفضل في العالم في ما تريده، فإن إيجوك لن يرضى
إلا لفترة محدودة جداً. وذلك يعني أنك لن تحظى بالسلام أبداً،
وستبقى تبحث دائماً.
صفات الايجو :
1- الإيجو: رد فعل ، عكسي ، صدى ، غالباً لا يأتي بخير ، وغالباً
متسرع وغاضب و قوي، يستهلك الطاقة والفعل بما لانفع فيه ، لكنه
مريح بعض الوقت ، مريح في حالة اتخاذ القرار ، ولكن عواقبه وخيمة
فيما بعد ، وتستريح اليه الشخصية الضعيفة ، لانه اخذ بثأره،
وانتقم لكرامته ، و هو لا يدري انه العوبة بيد محركها صاحب الفعل
، وانه لاشيء سوى مجرد صدى .
2- الإيجو: تعقيد ، نظر من برج عاجي ، يجعل مؤسسات الحاكم تموج
بروتين قاتل ، ويجعل المحكوم يتذمر ويترصد للحاكم ويرى كل اعماله
ظلم ، يجعل الزوج يتابع أداء زوجته بعين القاضي ، والمرأة تخنق
زوجها بروح المنتقم ، ويجعل المدير بيروقراطي والموظف متحذلق ،
دعاة التنطع والتشدق والتعقيد ،الشخصيات الصعبة الناقدة المتزمتة
، كلهم ضحايا الايجو .
3- الايجو : تعلّق ، إتحاد بالاشياء ورغبة عارمة بالتملك ...
يجعل الحاكم يتعلق بالملك حتى يتفاجئ بالله ينزع الملك منه ،
ويتعلق المحكوم بالدنيا حتى يفاجيء بالموت ، الإيجو يجعلك تعبد
الحياة والثروة والشهرة والالقاب والجوائز والسمعة ، ويجعلك تخاف
من الموت ويجعلك تخاف الفراق والخسارة ويجعلك تأسى على ما فات .
راقب علاقتك بالاشيا...ء ؟ هل تملكها ام تملكك ؟ هل تستخدمها ام
تستخدمك ؟ هل وسيلة هي ام غاية ؟
4- الايجو : شعور بالانفصال ، يفصلك عن العالم ، يجعل الحاكم يرى
الشعب عبئاً ، والمحكوم يرى الحاكم ذنباً ، يجعلك طبقي يدعي
التواضع ، عنصري يدعي الحيادية ، قطري يدعي الوحدة ، قومي يدعي
الأممية ، متطرف يدعي الحرص على القيم والمباديء ، مذهبي يدعي
انفتاح العقل ، طائفي يدعي التآخي ، يقبل نفسه فقط ، ويرفض غيره
بالعمق دون ان يدري... حتى ، يرى نفسه قريب من الله وهو بعيد ،
قريب من الناس وهو غريب .
5- الإيجو ، رغبةٌ في البقاء ... وبقاءٌ في الرغبة
6- الإيجو : تصنيف ، يجعلك تصنف كل شيء ، يجعلك ترى الناس إما
كفاراً أو مسلمين ، والكفار إما يهوداً أو نصارى ، والمسلمون إما
سنة او شيعة ، القران الكريم يصف الناس ولا يصنفهم ، ولايبني
موقفاً بسبب هذا الوصف، فلا يميزهم طبقات، بينما الإيجو يجعلك
تحكم على الناس مسبقاً من خلال تصنيفهم ، يجعلك تكره بعضاً،
وتخاف بعضاً، وتنحاز لل...بعض الآخر، وفي النهاية لاتجد في قلبك
تجاه العالم الإ الخوف والانحياز والكراهية .
7- الإيجو غيبوية ، يخطف لحظتك ويجعلك تغرق في الزمن ، يجعلك
تضيع الحقيقة(اللحظة) مقابل الوهم ( الزمن ) ، راقب افكارك لم لا
تستقر في الحاضر ، لم تشعر وكأنما شيئاً ما يجرها الى الخلف أو
الى الأمام ، إما الى الماضي وإما الى المستقبل ، إن أي حزن أو
نكد أو الم أو تعاسة أو سلب أو يأس أو إحباط ، فهو بسبب غيبوبتك
عن اللحظة ، وغرقك في الزمن، والبركة بـ الإيجو طبعاً .
8- الإيجو : رغبة في الثبات ، يثبتك في مكانك، يخيل إليك أنك لن
تجد أفضل مما أنت فيه ، يجعل الحاكم يتمسك بكرسي الحكم حتى الموت
، والموظف في وظيفته حتى المعاش ، والمجتمع بتخلفه حتى الهلاك ،
الإيجو ضد التغيير ، ضد التطوير ، ضد الحركة والإنسياب ، ضد
تصحيح افكارك ، يخوفك اذا قررت ان تنساب ، وتعمل نقله في حياتك ،
يريدك ثابت كالماء في بركة مغلقة ، تبقى فيها حتى تتعفن .
9- الإيجو : ضيق .. ضيق صدر ، وضيق أفق ، يجعلك تشح وتبخل بكل
شيء ، لا تعطي مخافة الإفلاس ، مع أن الله خزائنه لا تنفذ ، يجعل
الحاكم يضيِّق على شعبه ، مع ان الله هو الرزاق وعطائه لا يتوقف
، ويجعل الشعب يدوس بعضه على بعض لاجل رغيف الخبر , وقد كفله
الله كما كفله للطير، يغدو خماصاً فيعود بطاناً ، يجعلك لا تتصدق
مخافة الفقر، مع ...أنه مانقص مال من صدقه ، يجعلك تجامل على
حساب الحق خشية فوت الرزق ، مع أن الذي لك ، لا يكون لغيرك .
10 - الإيجو : مادي ، يعطي للاشياء صفة مادية، يجعلك تميل الى
التراب، ويبعدك عن الروح، يجعل الحب والمشاعر النبيلة في عينيك
تفاهة، والثروة والجاه والسلطة قمة في اعلى الجبل، كم واحد تزوج
الجميلة وعاش تعيساً طول حياته ؟ وكم ثري لاينام مستريح البال ؟
انت وعاء إن لم يُملئ بالروح مُلئ بالتراب ، وان لم يُملى بالنور
مُليء بالظلام وان... لم يُملئ بالتسامح مُلئ بالكراهية وان لم
يُملئ بالحب مُلئ بالخوف ، وان لم يُلمئ بالله مُلئ بالايجو .
11- الإيجو : تلفُّت ، شك ، ريبة ، تردد ، حيرة ، يجعلك تعتمد
على نفسك وهواك ، ولا تثق باحد ، يجعل الحاكم يشك في شعبه
فيحكمهم بالحديد والنار ، ويجعل الشعب يشك في قدرته على الحرية ،
ويجعل المدراء يخافون التفويض ، الإيجو من يجعلك تتابع الشائعات
والخرافات ونشرات الاخبار المرعبة ، يجعلك تشك بالله وبكتبه
ورسله واليوم الآخر والقدرخيره وشرّه ، فاحذر فإن المتلفت لا يصل
، " فأسر بإهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد " .
12 - الإيجو : قيد ، سجن ، تشعر بالحرية وأنت معتقل ، يجعلك
أسيراً لأفكار غيرك ، تنجز خطته وتموت بدلاً عنه ، يجعل الحاكم
عاجرعن تغيير سياسته في الحكم من 40 سنة ، لانه مسجون فيها،
ويجعل الشعب اسير الخرافات و الشعوذة والدجل والعرافة وقراءة
الفنجان والكف والابراج ، ويجعلك حبيس الاعراف التقاليد والقبيلة
والمذهب والقومية والجنسية ...، يجعلك أسير المال والمجد والشهرة
والسلطة والمصالح ، ضحايا الايجو ... تحسبهم احراراً وهم عبيد .
13 - الإيجو : تحدى ، عداوة ، خصومة ، فتنة ، يوقع الحكومات في
حروب والشعوب في تخاصم ، يجعل صدام يغزو الكويت بإسم الكرامة ،
ويجعل امريكا تغزو العراق بإسم التحرير ، ويشعل الفتن بين العرب
والعجم باسم القومية ، وبين المذاهب بإسم الدين ، وبين مصر
والجزائر بإسم الرياضة ، وبين فتح وحماس بإسم الوطنية ، الإيجو
يجعلك تبحث عن خصوم .. أعداء .. بسبب أو بدون سبب .
^5%# ^5%# ^5%#
الإيجو
يمكن تمثيل “وعيك” أو إدراكك بمساحة دائرية نقية لا تشوبها
شائبة. فهو جميل، وكامل، وينعم بالسلام. إنه “الأنا” التي في
داخلك، تلك “الأنا” التي تتحكم بجسمك، وعقلك، وعواطفك. وهو حقيقة
ما يمثله قولك “إنه أنا”. إنه حقيقة ما كنت عليه عند بداية
حياتك. لهذا يمكن تمثيله رسماً بدائرة نقية متجانسة اللون.
يقول الدكتور صلاح الراشد : (( بالانجليزية Ego، وبالعربية
يسمونه الأنا أو الأنا العليا لكن التعريف متواضع جداً، وخاص
بمصطلح فرويد القديم.
الايجو انفصال، توحد، تكبر، شخصنة، تعنصر، تمحور، تضييق واسع،
دعوة لله دعوة للدين وهي تخلو من الخلق، عيش في بعد الماضي والمستقبل
وضياع الحاضر من المعادلة .. هذه بعض من سمات الايجو .
. وهي اخطر معلومة ممكن تتعلمها ..
وتعلمها يعني نقل حياتك لمنطقة الأقلية والتخلص من عقدة
الغالبية؛ لأن الغابية خطر. اذا كنت مع الغالبية فأنت في خطر ..
هذا يعني أنه آن الآوان لتعمل شيئاً لحياتك .. الغالبية غير
سعيدة، غير منجزة، مجادلة، مضطربة .
الايجو الوحيد الذي يجوز قتله وذبحه بدون رحمة ،هو الذي يجب أن
"يسلم فيعنينني ولا يعين علي".
الايجو ايضاً عند علماء القلوب والنفس الاسلاميين ، يطلق على
النفس الامارة بالسوء ، التي تريد التغلب على الانسان وتدميره
بسيطرتها على النفس المطمئنة .
ان النفس البشرية واحدة ، ولكن فيها ثلاث حالات متنافسة ،
باستطاعة الانسان ان يقودها ويهذبها ويشذبها ويزكيها فتصبح نفساً
مطئنة كلما زاد اطمئنانها زاد قربها لله خالقا ، وكلما قل
الاطمئنان وزاد التوتر الداخلي عند الانسان وشعر باضطراب وعدم
راحة زاد بعدها عن الله واصبحتنفساً متمردة امّارة بالسوء ، تجعل
صاحبها اسيراً في مواقف عديدة من شانها تدمير حياته بالكامل
فيعيش تعيساً يائساً بائساً متألماً طول الوقت .
وبينهما ، اي بين النفس المطمئنة والأمّارة بالسوء ، حالة ثالثة
وهي اللوامة ، وهي برأيي المتواضع سلاح ذو حدين ، إن زاد لومها
استغلتها الأمارة بالسوء وجعلتها تعمل لصالحها فتعذب الانسان في
لوم شديد يصل الى تانيب وتاثيم الضمير القاسي والعنيف . واما اذا
قل لومها فتسيطر عليها المطئمنة وتجعلها تعمل لصالحها فينعم
الانسان بالمحاسبة والانابة والرجوع والتوبة بدون عذاب وصراع .
وعيك الداخلي
نعود إلى دائرتك الشخصية ستجد الكثير مما يشبه البقع الملونة
التي تلطخ صفاءها. وذلك ما يغطي سلامك الداخلي. لقد دخل الإيجو
الذي لديك على الخط ، وبدأت الحياة تترك ندوبها، والسلام والجمال
الداخلي لديك قد حجبته ندوب وجراح لا تحصى، وهي علامات قبيحة
تغطي وعيك الحقيقي.
الإيجو يغطي وعيك ويحجبه
فما هي تلك البقع الملطخة التي تفسد كمالك؟
إنها تمثل تلك الأشياء الصغيرة التي تكتسبها من كونك أنت بما أنت
عليه: الأشياء التي تعجبك، والتي لا تعجبك، تلك التي تحبها، وتلك
التي تكرهها. إنها تاريخك الذي لا تستطيع التخلص منه. إنها
ذكرياتك، آمالك، وأحلامك. إنها هواياتك الصغيرة، وتلك الأشياء
التي تتصنعها. كل واحد من تلك الاشياء يمثل أثراً أو ندباً، و
تجتمع تلك الندوب جميعها لتكون شخصيتك، الإيجو لديك، أو هويتك.
ولكن ما هي شخصيتك؟ أهو شيء أنت مخطئ بشأنه. إن الجميع تقريباً
يخطئون بشأنه، فهم ليسوا أفضل حالاً. اسأل أي أحد عمن يكون،
وسيخبرك على الأغلب باسمه، وعمره، وعمله، وعرقه، وجنسه، وتاريخ
حياته، وأحلامه، وما يحبه وما لا يحبه. فالناس تعرف بنفسها من
خلال تلك الأشياء.
وتلك كلها أجزاء من شخصيتك. وهي بالكاد “تتعلق بك”، لكنها ليست
أنت. إنها تصفك فقط، لكننا بطريقة ما قد اختزلنا أنفسنا بهذه
الصفات، بهذه التفاصيل الصغيرة.
لقد نسينا من نكون؛ لقد نسينا اللب والوعي الحقيقي الذي غطته كل
تلك التفاصيل. وذلك أمر محزن، لأن هذا اللب يحتوي على كل ما
نريد، وكل ما نبحث عنه في أهدافنا التي نسعى إليها- وهي السلام
الذي لا يتزعزع والبهجة والفرح.
إن عليك أن توقف الأفكار قبل أن تسبقك، و أن توقف المشاعر قبل أن
تسيطر عليك، عليك أن توقف الإيجو عن أن يخبرك باستمرار بأن
الأمور لا يجب أن تكون على ما هي عليه.
وذلك كله يقود إلى الفكرة نفسها: لا تسمح للإيجو أن ينغص على
سلامك الداخلي. ولاتسمح للنفس الأمارة بالسوء تدمر حياتك .
* مصدر الإيجو
من أين أتى “إيجوك” (الإيجو خاصتك) ؟
لقد نشأ إيجوك وتطور ليكون دوره هو التفاعل مع العالم الخارجي،
أو يمكنك أن تقول أن العالم هو الذي ترك لك هذا الإيجو. وذلك
العدد الذي لا يحصى من البقع والندوب التي تكوّن مجتمعة إيجوك قد
تركته لك الحياة التي عشتها.
إن هناك ندوباً كثيرةً تشكل الإيجو. دعونا ننظر كيف يمكن لأحدها
مثلاً أن يتشكل. لنقل أنك في طفولتك كنت تتعرض للاعتداء بالضرب
من قبل مربيتك. فلا بد أن ذلك قد ترك أثراً أو ندباً يشكل واحداً
من الندوب الكثيرة التي تشكل في النهاية إيجوك الحالي. فماذا
ستكون النتيجة؟ ربما تكون نتيجة لذلك تكره تلقائياً كل امرأة
تذكرك بها، أو ربما أصبحت تتبنى الضرب كممارسة معيارية مع كل طفل
“مشاكس”.
قد يكون ذلك جزءاً كبيراً نسبياً من إيجوك، ولكن حتى الأولويات
الصغيرة (مثلاً : لا أحب الجو البارد) وحتى الأشياء الجيدة قد
تنشأ من إيجوك. ما الذي أعنيه بذلك؟ لنقل أنك قمت مثلاً بالتبرع
لأحد المحتاجين بدافع الطيبة والتعاطف، فذلك ليس سلوكاً إيجوياً،
ولكن إذا قمت بالتبرع على أمل أن يعتبرك أحدهم إنساناً عظيماً،
طيب النفس، فذلك مثلاً ينشأ من إيجوك.
* الإيجو يؤثر على إدراكك للأمور، وعلى ردات أفعالك
الإيجو الآن يغطي وعيك، ويقوم بتصفية (أو فلترة) كل ما تشعر به
وتفعله. إن ذلك يشبه محاولة النظر من خلال نظارات تعرضت للرش
بألوان مختلفة من الطلاء، لذلك لا يمكنك أن ترى أي شيء على
حقيقته.
ولأن كل إيجو قد تشكل بطرق وأحداث مختلفة، فهذا يعني أنك لن ترى
أي شيء بنفس الطريقة التي يراه بها شخص آخر. لهذا السبب يمكن
لشخصين مختلفين أن ينظرا إلى الحدث نفسه ويخرجا بتفسيرين مختلفين
تماماً؛ وهو السبب الذي يجعل شخصاً معيناً لا يتأثر نهائياً بحدث
ما، بينما يقع الآخر في الكآبة بسبب الحدث نفسه.
دعونا نختلق مثالاً عن زوجين ولنسميهما “حسن” و”سعاد” على سبيل
المثال. ولنقل أنهما يعملان معاً في مشروع مشترك. ماذا لو انهار
العمل في أحد الأيام وخسرا كل مدخراتهما. قد يكون حسن منحدراً من
عائلة ميسورة، حيث نشأ مؤمناً أن النقود تأتي بسهولة وبشكل
طبيعي، ولذلك سيتعامل مع المصيبة بشكل جيد. فإيجو حسن “يفلتر”
الحدث ويخبره أن النقود ستعود قريباً. لكن سعاد قد تكون نشأت على
أن الحصول على النقود صعب، ولذلك فستيأس وتنهار. لاحظ: الحدث
نفسه.. وردات فعل مختلفة.
هذه المصافي (أو الفلاتر) تؤثر على الأمور الصغيرة أيضاً. فإذا
شاهد حسن وسعاد رجلاً وامرأة غريبين يتشاجران، فافتراضاتهم
التلقائية ستقفز على الفور. فقد يفترض حسن أن المرأة قد خانت
الرجل. بينما قد تفترض سعاد أن الرجل يضرب المرأة في البيت. قد
تكون الحقيقة شيئاً مختلفاً كلياً عن كل تلك الافتراضات، لكن ذلك
لا يهم، فتاريخهما وإيجو كل منهما يقفز تلقائياً ليخبر كلاً
منهما قصة ما.
* عندما تصبح الأشياء جزءاً من هويتك وتعريفك لذاتك
هذا جزء من الايجو أيضاً. والألم الذي يمكن أن تسببه هذه الأشياء
واضح، ويمثل مصدراً للكثير من تعاستنا.
هل سبق لك أن رأيت طفلة مع دميتها الجديدة؟ إنها ستبكي إذا ما
أخذت منها دميتها وستفعل أي شيء لتسترجعها. ولكنها إذا حصلت بعد
بضعة أيام على دمية أخرى جديدة، فإنها لن تبالي أبداً بما حل
بدميتها السابقة.
فما الفرق؟
لقد كانت الدمية الأولى جزءاً من إيجو تلك الطفلة، لقد كانت
“لها”. وعندما أخذت الدمية منها، فإن الاستلاب من الإيجو هو ما
سبب الألم لها ولم تكن خسارة الدمية نفسها، بدليل عدم مبالاتها
بالدمية الأولى بعد حصولها على الثانية بعد أيام .
والأمر نفسه ينطبق علينا. فعندما نكبر، تفقد اللعبة أهميتها،
لتحل مكانها صديقتنا الجميلة، أو زوجنا الوسيم، أو بيتنا الواقع
على الشاطئ، أو حسابنا في البنك.
وهي ليست فقط أشياء مادية، فالإيجو في العادة يعرف نفسه أيضاً
بجسم صاحبه، خصوصاً إذا كان الجسم قوياً أو جذاباً. وهناك أشكال
أخرى للتعريف مثل الوضع الاجتماعي والسمعة.
أنا لا أقول أن التمتع بتلك الأمور هو خاطئ، لكن لا تجعل نفسك
تتحدد من خلالها. لأنك متى فعلت ذلك، تكون قد زرعت بذور معاناتك.
فلا يوجد شيء ثابت، وهناك فرصة لخسارة أي شيء مهما كان.
ويمكن أن تعرف أنك قد بدأت تتحدد من خلال شيء ما منذ اللحظة التي
تشعر فيها بالانزعاج – مهما كان صغيراً- عند التفكير بإمكانية
خسارة ذلك الشيء.
إذْ ما إن يتعرّف الإيجو من خلال شيء ما، حتى يصبح ذلك الشيء
جزءاً من الإيجو تماماً كما هي الذراع جزء من الجسم. لذلك فإن
سلب ذلك الشيء من الإيجو هو مؤذ للنفسية كما يؤذي قطع الذراع
الجسد. فالإيجو هنا قد فقد جزءاً من نفسه.
هذا هو السبب الذي يدفع ببعض الناس إلى الانتحار بسبب خسارة الحب
مثلاً – إذا أنهم يكونون قد عرفوا أنفسهم كلياً من خلال ذلك الحب
حتى أدت خسارتهم له إلى ترك الإيجو مجرداً من كل شيء. (لقد أصبح
الإنسان هنا مثلاً ينظر إلى ذلك الحب كجزء لا يتجزأ من نفسه
وشخصيته وكيانه ومفهومه عن ذاته).
وهو السبب أيضاً وراء المبالغ الطائلة التي تجنيها صناعة التجميل
–الان النساء والرجال على حد سواء يصرفون المبالغ على المظهر الخارجي وعمليات التجميل
واغلبها غير ضرورية وانما مجرد كماليات للشخص هو يشعر بنقصها
ذلك هو السبب حقيقة وراء كون العالم يسير بالطريقة التي يسير بها،
فالإيجو هو المعيار والأساس.
الأسوأ من كل ذلك هو أن الإيجو لا يمكن إشباعه لوقت طويل. فمهما
كانت أهدافك في الحياة، فإنك ستحصل فقط على رضاً مؤقت عند
تحقيقها، وبعدها سيجبرك الإيجو على أن تذهب وتبحث عن المزيد.
وحتى لو أصبحت الأفضل في العالم في ما تريده، فإن إيجوك لن يرضى
إلا لفترة محدودة جداً. وذلك يعني أنك لن تحظى بالسلام أبداً،
وستبقى تبحث دائماً.
صفات الايجو :
1- الإيجو: رد فعل ، عكسي ، صدى ، غالباً لا يأتي بخير ، وغالباً
متسرع وغاضب و قوي، يستهلك الطاقة والفعل بما لانفع فيه ، لكنه
مريح بعض الوقت ، مريح في حالة اتخاذ القرار ، ولكن عواقبه وخيمة
فيما بعد ، وتستريح اليه الشخصية الضعيفة ، لانه اخذ بثأره،
وانتقم لكرامته ، و هو لا يدري انه العوبة بيد محركها صاحب الفعل
، وانه لاشيء سوى مجرد صدى .
2- الإيجو: تعقيد ، نظر من برج عاجي ، يجعل مؤسسات الحاكم تموج
بروتين قاتل ، ويجعل المحكوم يتذمر ويترصد للحاكم ويرى كل اعماله
ظلم ، يجعل الزوج يتابع أداء زوجته بعين القاضي ، والمرأة تخنق
زوجها بروح المنتقم ، ويجعل المدير بيروقراطي والموظف متحذلق ،
دعاة التنطع والتشدق والتعقيد ،الشخصيات الصعبة الناقدة المتزمتة
، كلهم ضحايا الايجو .
3- الايجو : تعلّق ، إتحاد بالاشياء ورغبة عارمة بالتملك ...
يجعل الحاكم يتعلق بالملك حتى يتفاجئ بالله ينزع الملك منه ،
ويتعلق المحكوم بالدنيا حتى يفاجيء بالموت ، الإيجو يجعلك تعبد
الحياة والثروة والشهرة والالقاب والجوائز والسمعة ، ويجعلك تخاف
من الموت ويجعلك تخاف الفراق والخسارة ويجعلك تأسى على ما فات .
راقب علاقتك بالاشيا...ء ؟ هل تملكها ام تملكك ؟ هل تستخدمها ام
تستخدمك ؟ هل وسيلة هي ام غاية ؟
4- الايجو : شعور بالانفصال ، يفصلك عن العالم ، يجعل الحاكم يرى
الشعب عبئاً ، والمحكوم يرى الحاكم ذنباً ، يجعلك طبقي يدعي
التواضع ، عنصري يدعي الحيادية ، قطري يدعي الوحدة ، قومي يدعي
الأممية ، متطرف يدعي الحرص على القيم والمباديء ، مذهبي يدعي
انفتاح العقل ، طائفي يدعي التآخي ، يقبل نفسه فقط ، ويرفض غيره
بالعمق دون ان يدري... حتى ، يرى نفسه قريب من الله وهو بعيد ،
قريب من الناس وهو غريب .
5- الإيجو ، رغبةٌ في البقاء ... وبقاءٌ في الرغبة
6- الإيجو : تصنيف ، يجعلك تصنف كل شيء ، يجعلك ترى الناس إما
كفاراً أو مسلمين ، والكفار إما يهوداً أو نصارى ، والمسلمون إما
سنة او شيعة ، القران الكريم يصف الناس ولا يصنفهم ، ولايبني
موقفاً بسبب هذا الوصف، فلا يميزهم طبقات، بينما الإيجو يجعلك
تحكم على الناس مسبقاً من خلال تصنيفهم ، يجعلك تكره بعضاً،
وتخاف بعضاً، وتنحاز لل...بعض الآخر، وفي النهاية لاتجد في قلبك
تجاه العالم الإ الخوف والانحياز والكراهية .
7- الإيجو غيبوية ، يخطف لحظتك ويجعلك تغرق في الزمن ، يجعلك
تضيع الحقيقة(اللحظة) مقابل الوهم ( الزمن ) ، راقب افكارك لم لا
تستقر في الحاضر ، لم تشعر وكأنما شيئاً ما يجرها الى الخلف أو
الى الأمام ، إما الى الماضي وإما الى المستقبل ، إن أي حزن أو
نكد أو الم أو تعاسة أو سلب أو يأس أو إحباط ، فهو بسبب غيبوبتك
عن اللحظة ، وغرقك في الزمن، والبركة بـ الإيجو طبعاً .
8- الإيجو : رغبة في الثبات ، يثبتك في مكانك، يخيل إليك أنك لن
تجد أفضل مما أنت فيه ، يجعل الحاكم يتمسك بكرسي الحكم حتى الموت
، والموظف في وظيفته حتى المعاش ، والمجتمع بتخلفه حتى الهلاك ،
الإيجو ضد التغيير ، ضد التطوير ، ضد الحركة والإنسياب ، ضد
تصحيح افكارك ، يخوفك اذا قررت ان تنساب ، وتعمل نقله في حياتك ،
يريدك ثابت كالماء في بركة مغلقة ، تبقى فيها حتى تتعفن .
9- الإيجو : ضيق .. ضيق صدر ، وضيق أفق ، يجعلك تشح وتبخل بكل
شيء ، لا تعطي مخافة الإفلاس ، مع أن الله خزائنه لا تنفذ ، يجعل
الحاكم يضيِّق على شعبه ، مع ان الله هو الرزاق وعطائه لا يتوقف
، ويجعل الشعب يدوس بعضه على بعض لاجل رغيف الخبر , وقد كفله
الله كما كفله للطير، يغدو خماصاً فيعود بطاناً ، يجعلك لا تتصدق
مخافة الفقر، مع ...أنه مانقص مال من صدقه ، يجعلك تجامل على
حساب الحق خشية فوت الرزق ، مع أن الذي لك ، لا يكون لغيرك .
10 - الإيجو : مادي ، يعطي للاشياء صفة مادية، يجعلك تميل الى
التراب، ويبعدك عن الروح، يجعل الحب والمشاعر النبيلة في عينيك
تفاهة، والثروة والجاه والسلطة قمة في اعلى الجبل، كم واحد تزوج
الجميلة وعاش تعيساً طول حياته ؟ وكم ثري لاينام مستريح البال ؟
انت وعاء إن لم يُملئ بالروح مُلئ بالتراب ، وان لم يُملى بالنور
مُليء بالظلام وان... لم يُملئ بالتسامح مُلئ بالكراهية وان لم
يُملئ بالحب مُلئ بالخوف ، وان لم يُلمئ بالله مُلئ بالايجو .
11- الإيجو : تلفُّت ، شك ، ريبة ، تردد ، حيرة ، يجعلك تعتمد
على نفسك وهواك ، ولا تثق باحد ، يجعل الحاكم يشك في شعبه
فيحكمهم بالحديد والنار ، ويجعل الشعب يشك في قدرته على الحرية ،
ويجعل المدراء يخافون التفويض ، الإيجو من يجعلك تتابع الشائعات
والخرافات ونشرات الاخبار المرعبة ، يجعلك تشك بالله وبكتبه
ورسله واليوم الآخر والقدرخيره وشرّه ، فاحذر فإن المتلفت لا يصل
، " فأسر بإهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد " .
12 - الإيجو : قيد ، سجن ، تشعر بالحرية وأنت معتقل ، يجعلك
أسيراً لأفكار غيرك ، تنجز خطته وتموت بدلاً عنه ، يجعل الحاكم
عاجرعن تغيير سياسته في الحكم من 40 سنة ، لانه مسجون فيها،
ويجعل الشعب اسير الخرافات و الشعوذة والدجل والعرافة وقراءة
الفنجان والكف والابراج ، ويجعلك حبيس الاعراف التقاليد والقبيلة
والمذهب والقومية والجنسية ...، يجعلك أسير المال والمجد والشهرة
والسلطة والمصالح ، ضحايا الايجو ... تحسبهم احراراً وهم عبيد .
13 - الإيجو : تحدى ، عداوة ، خصومة ، فتنة ، يوقع الحكومات في
حروب والشعوب في تخاصم ، يجعل صدام يغزو الكويت بإسم الكرامة ،
ويجعل امريكا تغزو العراق بإسم التحرير ، ويشعل الفتن بين العرب
والعجم باسم القومية ، وبين المذاهب بإسم الدين ، وبين مصر
والجزائر بإسم الرياضة ، وبين فتح وحماس بإسم الوطنية ، الإيجو
يجعلك تبحث عن خصوم .. أعداء .. بسبب أو بدون سبب .
^5%# ^5%# ^5%#