إن تزوجت فكرة سوداء من أخرى متفحمه فماذا تنجب ؟!!
مرسل: السبت 16-7-2011 4:07 pm
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
Blog Entries4 التصوير الذاتي للبُعد الآني (من سلسلة فلسفة النفس )
فـــ "على قمة جبل النفس تعتلي أهواء الغرائز كالأشباح وهي تعوي ولا يتوقف
المخاض عند ميلاد الفكرة وينتهي الأمر .. بل نجد أن رحم " الأنا " يتولد منه
شعورياً أشباح تشبه تماماً أمها وأبيها .... ولا نعجب إن تزوجت فكرة سوداء من
أخرى متفحمه فلن تنجب لنا إلا الخبائث.....
النزول من أعلى الجبل أمر في غاية الخطورة , إذ أن جبل النفس شاقٌ في الصعود
إليه فأولادُ الأشباحِ لازالوا يشغلونكَ عن الصعودِ حتى تظن وأنت في طريقك
للقمة أنك متى خلُصت من هذه المُشغلات ستنتهي فحسب , وستستريح بأعلى الجبل ولا
يضرك شئ , الأمر الذي يجعل الصاعد كل همه مدافعةِ من ينعق , وصد من يضرب ,
وتلاشيه الأشواك , وهروبه من العليق , فلربما يصعد على جبل نفسه مسلَماً آمناً
من الآفات ( فليس الجميع سواء .. فهناك خواص ) ترتقي بطلف البطء مع زادٍ قليل
خيرٌ من أن تنطلق بقوة في جانبٍ منحدر يوصلك في الأخير لسهلٍ فسيح يمتد فيه
الدون مع اللادون , وينام فيه الأمل بجوار التمني ويلتحفوا سوياً بلحاف الأماني
.... إذاً هيا نُدرك أن العمل للصعود يختلف تماماً مع العلم للركود .....
الأنفس سواسية في المسير والذوات تختلف في التقدير, والأواني اللامعه الجلية لا
تشبه الآنية الصدئه المتحجرة , ومع ميلاد الفكرة نلتقط تلك الصورة الرائقة عند
أصحاب الآنيةِ اللامعة ومع الصورة نضع المسحوق السائل الذي يعمل على فك الصدأ
وإذابة الحديد , ثم لا آمن مكر نفسي أثناء الصعود كما لا آمن مكر الأشباح بعد
الوصول , فالحرب ضروس والقوات مجتمعة والتحدي لازال قائماً ... وللمزيد من
الإيضاح قم بتفعيل آلة التصوير الذاتي لنفسك .." وانظر الآن أين أنت على الجبل
"... أنا متأكد أن الكثير منا لازال يتعرف على الطريق ويتحسس السهل من المضيق
ويكشف عن الوجه الداخلي للشكوك المريبة التي قد تنتابه عند الصعود , ولكنا نريد
المحاولة دون الوقوف تحت سفح الجبل لمراقبة الصاعد والشماتة في الهابط فكلنا في
الأهواء سواء وكلنا تنبحنا الكلاب ويزعجنا العواء ...
للواقف أسفل الجبل علامات , وللصاعد علامات , ولمن اعتلى القمة علامات ,
والهابط من نصف الجبل له علامات , والهاوي من أعلى الجبل له علامات , والخائف
من مطاريد الجبل له علامات ....... وإشارات تظهر فيما يلي :-
الواقف أسفل الجبل : لا يعرف سوى الجدل والإعتراض تجده لا يحبز الصعود ويستدل
برأيه في كثره الهابطين , يتبع أهوائه ويتفق مع أقرانه المثبطين فلا هم يريدون
الصعود ولا يريدوه لغيرهم , هممهم في الأرض كحال أجسادهم , وطول الحياة كالعرض
في حسبانهم , يحبون النوم وكثرة الكلام يصرفون قوتهم فيما يشتهون كالأنعام .
وللصاعد علامات : تعرفه لا يحب التوقف يسأل دوماً عن المزيد , يتطلع للمعالي ,
محبٌ للتجديد والتغيير , يلملم الزاد للمسير , يتعثر فيقوم , يُخطئ فيندم , بين
السعي تارة وبين الهرولة تارة عينه تلحظ الهدف وقلبه معلقٌ بالمعالي وجوارحه
تدافع الأعداء وأمله كل الأمل أن يقتفي أثر الصاعدين من قبله ليصل إلى القمة
متزوداً بالخبرات التي يدفع بها الأعداء هناك فوق قمة الجبل.
أما من اعتلى الجبل : فحدث ولا حرج فهم هربوا من الأبناء وانفردوا بالآباء
صنوفهم في الوقوف على متن الجبل والثبات عليه كمثل من مر على طريق فأصابه في
الطريق خدوش أثر صدامات عليه ومن مر على الطريق آمنا بلا صدام .. فالأول به من
الوهن ما يرديه ويسقطه على عقبيه عند لقاء عدوه أما الثاني فقد وصل معافاً
متيناً مستمسكاً لا زال يحتفظ بقوته ولم يفقد الكثير أثناء الصعود هنا يربح
النزال ويتخلص من القيدِ والأغلال ويعتلي قمة جبله شامخاً كشموخ الجبل
............
ومثال الهابط من نصف الجبل : كمثل الضعيف الذي تهزمه أقل الأشياء فلا يستطيع
السير من جذبٍ ضعيف ولا يسطع القفز من معترضات الضيق فهو بين ما تعلقت به نفسه
يحِن , ومن مُخيفات عدوه يئن , زاده الكسل والرقاد , وهمته في التمرد والعناد
يسقط من منتصفه على عقبيه ويحاول جذب السالكين , إن رأيت أحدهم لك مريد فول
وجهك شطر الأعلى ولا تلتفت للساقطين , فهم ينبحون كما نُبحوا , ويعوون كما
سمعوا , ويجذبوك كما انجذبوا وسيخدشوك لأنهم خُدشوا .
أما الهاوي من أعلى الجبل : فحدث عنه في حرج فهو من نعيمه خرج , واستكثر البقاء
على نفسه بعدما عرج , فمثله معروف وفي محكم التنزيل موصوف , كمثل الكلب يلهث إن
تحمل عليه وإن تتركه يلهث , انجذب إلى الدون بعدما حفظ المتون , تفاخر أعلى
الجبل أنه على القمة وأعطى الأمان ففاجئه عدوه من خلفه فأرداه قتيل الشجون ,
وأوقعه في حضيض المجون , وأوصله للهلكةِ بعدما ذاق السكون , هنا يريد أن يعود
فلا يستطيع فسيبدأ ثانية من بداية الجبل ومن أين سيجلب الهمه ؟
وهناك خائف من المطاريد : تجده قليل الحيلة , لا رجاء عنده ولا وسيله , بضاعته
قليله , وهمته ضئيلة , وأنفاسه عليله , يقارن القتيل بالقتيل , لا يرى النور
ولا يعرفه , يحتاج الدليل في الطريق , لا يفرق بين عدوٍ وصديق , هذا إن قابلته
فطمئنه , أما إن كنت أنت الخائف فهيا أقبل خطوة للأمام قم كسر الأصنام , واخرج
من رعب القلق إلى النور والشفق .
بادر الآن بالتسجيل مع الصاعدين , واحجز لنفسك مرصداً بين السالكين والمهرولين
, واطمئن لأنك عرفت الطريق ومن عرف الطريق نجا وقت الضيق , ومن جهل السلوك
انغرس فيه الشوك .. سوف تقابل العلائق في نفسك التي كنت تحبها فجاهد , وسوف
تقابل الغصص والمرارة ممن حولك فلا تلتفت , وسوف تسمع من يعوي بجوارك فلا تعطيه
اهتمامك , وسوف تجد من يوقفك في أمر تحبه فكن على حذر , وسوف يأتيك من ينبح بشئ
تريده فلا تأخذ ..... وعندما ترى القمم فلا تتفاخر بما فعلت لأنك أُعنت عليه
وليس لك شئ من ذلك إلا أنك وفقت للوصول ها هنا وهنا ستجد الدفع يسيرٌ عليك هين
, لأن الأمر قد عرفته مُفصلاً مُبَيَنْ .......
هذه لقطات من أسفل الجبل ومن منتصفه وربما لم تنشط الآلة جيداً في تصوير أعلى
الجبل فعلى قدر المداد سيأتي المراد ....
هيا التقط الآن ..... وسجل نفسك ..... لا تلتفت ...... اثبت على ما وصلت إليه
وكن منتبهاً
Blog Entries4 التصوير الذاتي للبُعد الآني (من سلسلة فلسفة النفس )
فـــ "على قمة جبل النفس تعتلي أهواء الغرائز كالأشباح وهي تعوي ولا يتوقف
المخاض عند ميلاد الفكرة وينتهي الأمر .. بل نجد أن رحم " الأنا " يتولد منه
شعورياً أشباح تشبه تماماً أمها وأبيها .... ولا نعجب إن تزوجت فكرة سوداء من
أخرى متفحمه فلن تنجب لنا إلا الخبائث.....
النزول من أعلى الجبل أمر في غاية الخطورة , إذ أن جبل النفس شاقٌ في الصعود
إليه فأولادُ الأشباحِ لازالوا يشغلونكَ عن الصعودِ حتى تظن وأنت في طريقك
للقمة أنك متى خلُصت من هذه المُشغلات ستنتهي فحسب , وستستريح بأعلى الجبل ولا
يضرك شئ , الأمر الذي يجعل الصاعد كل همه مدافعةِ من ينعق , وصد من يضرب ,
وتلاشيه الأشواك , وهروبه من العليق , فلربما يصعد على جبل نفسه مسلَماً آمناً
من الآفات ( فليس الجميع سواء .. فهناك خواص ) ترتقي بطلف البطء مع زادٍ قليل
خيرٌ من أن تنطلق بقوة في جانبٍ منحدر يوصلك في الأخير لسهلٍ فسيح يمتد فيه
الدون مع اللادون , وينام فيه الأمل بجوار التمني ويلتحفوا سوياً بلحاف الأماني
.... إذاً هيا نُدرك أن العمل للصعود يختلف تماماً مع العلم للركود .....
الأنفس سواسية في المسير والذوات تختلف في التقدير, والأواني اللامعه الجلية لا
تشبه الآنية الصدئه المتحجرة , ومع ميلاد الفكرة نلتقط تلك الصورة الرائقة عند
أصحاب الآنيةِ اللامعة ومع الصورة نضع المسحوق السائل الذي يعمل على فك الصدأ
وإذابة الحديد , ثم لا آمن مكر نفسي أثناء الصعود كما لا آمن مكر الأشباح بعد
الوصول , فالحرب ضروس والقوات مجتمعة والتحدي لازال قائماً ... وللمزيد من
الإيضاح قم بتفعيل آلة التصوير الذاتي لنفسك .." وانظر الآن أين أنت على الجبل
"... أنا متأكد أن الكثير منا لازال يتعرف على الطريق ويتحسس السهل من المضيق
ويكشف عن الوجه الداخلي للشكوك المريبة التي قد تنتابه عند الصعود , ولكنا نريد
المحاولة دون الوقوف تحت سفح الجبل لمراقبة الصاعد والشماتة في الهابط فكلنا في
الأهواء سواء وكلنا تنبحنا الكلاب ويزعجنا العواء ...
للواقف أسفل الجبل علامات , وللصاعد علامات , ولمن اعتلى القمة علامات ,
والهابط من نصف الجبل له علامات , والهاوي من أعلى الجبل له علامات , والخائف
من مطاريد الجبل له علامات ....... وإشارات تظهر فيما يلي :-
الواقف أسفل الجبل : لا يعرف سوى الجدل والإعتراض تجده لا يحبز الصعود ويستدل
برأيه في كثره الهابطين , يتبع أهوائه ويتفق مع أقرانه المثبطين فلا هم يريدون
الصعود ولا يريدوه لغيرهم , هممهم في الأرض كحال أجسادهم , وطول الحياة كالعرض
في حسبانهم , يحبون النوم وكثرة الكلام يصرفون قوتهم فيما يشتهون كالأنعام .
وللصاعد علامات : تعرفه لا يحب التوقف يسأل دوماً عن المزيد , يتطلع للمعالي ,
محبٌ للتجديد والتغيير , يلملم الزاد للمسير , يتعثر فيقوم , يُخطئ فيندم , بين
السعي تارة وبين الهرولة تارة عينه تلحظ الهدف وقلبه معلقٌ بالمعالي وجوارحه
تدافع الأعداء وأمله كل الأمل أن يقتفي أثر الصاعدين من قبله ليصل إلى القمة
متزوداً بالخبرات التي يدفع بها الأعداء هناك فوق قمة الجبل.
أما من اعتلى الجبل : فحدث ولا حرج فهم هربوا من الأبناء وانفردوا بالآباء
صنوفهم في الوقوف على متن الجبل والثبات عليه كمثل من مر على طريق فأصابه في
الطريق خدوش أثر صدامات عليه ومن مر على الطريق آمنا بلا صدام .. فالأول به من
الوهن ما يرديه ويسقطه على عقبيه عند لقاء عدوه أما الثاني فقد وصل معافاً
متيناً مستمسكاً لا زال يحتفظ بقوته ولم يفقد الكثير أثناء الصعود هنا يربح
النزال ويتخلص من القيدِ والأغلال ويعتلي قمة جبله شامخاً كشموخ الجبل
............
ومثال الهابط من نصف الجبل : كمثل الضعيف الذي تهزمه أقل الأشياء فلا يستطيع
السير من جذبٍ ضعيف ولا يسطع القفز من معترضات الضيق فهو بين ما تعلقت به نفسه
يحِن , ومن مُخيفات عدوه يئن , زاده الكسل والرقاد , وهمته في التمرد والعناد
يسقط من منتصفه على عقبيه ويحاول جذب السالكين , إن رأيت أحدهم لك مريد فول
وجهك شطر الأعلى ولا تلتفت للساقطين , فهم ينبحون كما نُبحوا , ويعوون كما
سمعوا , ويجذبوك كما انجذبوا وسيخدشوك لأنهم خُدشوا .
أما الهاوي من أعلى الجبل : فحدث عنه في حرج فهو من نعيمه خرج , واستكثر البقاء
على نفسه بعدما عرج , فمثله معروف وفي محكم التنزيل موصوف , كمثل الكلب يلهث إن
تحمل عليه وإن تتركه يلهث , انجذب إلى الدون بعدما حفظ المتون , تفاخر أعلى
الجبل أنه على القمة وأعطى الأمان ففاجئه عدوه من خلفه فأرداه قتيل الشجون ,
وأوقعه في حضيض المجون , وأوصله للهلكةِ بعدما ذاق السكون , هنا يريد أن يعود
فلا يستطيع فسيبدأ ثانية من بداية الجبل ومن أين سيجلب الهمه ؟
وهناك خائف من المطاريد : تجده قليل الحيلة , لا رجاء عنده ولا وسيله , بضاعته
قليله , وهمته ضئيلة , وأنفاسه عليله , يقارن القتيل بالقتيل , لا يرى النور
ولا يعرفه , يحتاج الدليل في الطريق , لا يفرق بين عدوٍ وصديق , هذا إن قابلته
فطمئنه , أما إن كنت أنت الخائف فهيا أقبل خطوة للأمام قم كسر الأصنام , واخرج
من رعب القلق إلى النور والشفق .
بادر الآن بالتسجيل مع الصاعدين , واحجز لنفسك مرصداً بين السالكين والمهرولين
, واطمئن لأنك عرفت الطريق ومن عرف الطريق نجا وقت الضيق , ومن جهل السلوك
انغرس فيه الشوك .. سوف تقابل العلائق في نفسك التي كنت تحبها فجاهد , وسوف
تقابل الغصص والمرارة ممن حولك فلا تلتفت , وسوف تسمع من يعوي بجوارك فلا تعطيه
اهتمامك , وسوف تجد من يوقفك في أمر تحبه فكن على حذر , وسوف يأتيك من ينبح بشئ
تريده فلا تأخذ ..... وعندما ترى القمم فلا تتفاخر بما فعلت لأنك أُعنت عليه
وليس لك شئ من ذلك إلا أنك وفقت للوصول ها هنا وهنا ستجد الدفع يسيرٌ عليك هين
, لأن الأمر قد عرفته مُفصلاً مُبَيَنْ .......
هذه لقطات من أسفل الجبل ومن منتصفه وربما لم تنشط الآلة جيداً في تصوير أعلى
الجبل فعلى قدر المداد سيأتي المراد ....
هيا التقط الآن ..... وسجل نفسك ..... لا تلتفت ...... اثبت على ما وصلت إليه
وكن منتبهاً