صفحة 4 من 4

مرسل: السبت 10-5-2008 9:18 am
بواسطة ابو تريكه
تناسبا مع بحثنا حول الاسما الحسنى نتكلم حول الاسم الاعظم ايضا.
ورد فـي روايـات كـثـيـرة موضوع ((اسم اللّه الاعظم )) , ويستنتج منها ان من دعا اللّه باسمه الاعـظم استجاب له ولبى حاجته , لذا فقد ورد في ذيل بعض هذه الروايات : ((والذي نفسي بيده لقد سئل اللّه باسمه الاعظم الذي اذا سئل به اعطاه واذا دعي به اجاب )) ((25)) وتعابير اخرى من هذا القبيل , وكذلك فقد ورد في الروايات بان (آصف بن برخيا) ـ وزير سليمان (ع ) , الذي جا بـعرش بلقيس من اليمن الى الشام بلمحة بصر , كان يعرف الاسم الاعظم ((26)) , وكذلك (بلعم بـن بـاعـورا) عـالـم وزاهد بني اسرائيل ـ الذي كان مستجاب الدعوة كان يعرف ـالاسم الاعظم ايضا ((27)) .
وقـد نـقـل العلامة المجلسي روايات كثيرة حول الاسم الاعظم واي الاسما هو من بين اسما اللّه الحسنى يطول ذكرها هنا , مانقل عن الصادق (ع ) انه قال : ((اسم اللّه الاعظم في سورة الحمد)).
وكذلك مانقل في بعض الروايات : عن الصادق (ع ) انه قال (بسم اللّه الرحمن الرحيم اقرب الى اسم اللّه الاعظم من سواد العين الى بياضها)).
وقـد ذكـرت الـروايات وآيات قرآنية اسما مقدسة اخرى من اسما اللّه ,والاسما , الحسنى يفوق بـعـضـها البعض الاخر من حيث المعنى , (ولزيادة الاطلاع راجع الجز الثالث والتسعين من كتاب بحار الانوار).
لكن محور البحث هنا يكمن في ان الاسم الاعظم هل هو كلمة , ام اسم جملة , ام آية قرآنية معينة ؟ وهـل هـذه الـتـاثيرات والقدرة الكامنة في الانماط غيرمقيدة بقيد معين ؟ ام ان تاثيرها ينبع من صياغتها اللفظية اضافة الى حالات وشروط خاصة بالشخص الذي يرفع يديه بالدعا من حيث التقوى والـطـهـارة ,وحضور القلب , والتوجه الخاص للّه , وقطع الامل عمن سواه , والتوكل الكامل على ذاته المقدسة ؟
ام ان الاسـم الاعـظم ليس من سنخ اللفظ ؟ وما استعمال الالفاظ الاالاشارة الى حقيقتها ومحتواها , وبـتعبير آخر فان مفاهيم هذه الالفاظ يجب ان تنفذ الى روح الانسان فيتخلق بمعناها حتى يصل الى مـرحـلـة مـن الـكـمـال بحيث يصير مستجاب الدعوة بل يمكنه ـ بالاضافة الى ذلك ـ ان يتصرف في الموجودات التكوينية باذن اللّه .
مـن هـذه الاحـتـمـالات الثلاثة , يستبعد جدا ان يكون لهذه الحروف والالفاظ اثر بدون ان يكون لـمـحـتـواهـا ولاوصـاف وحـالات الشخص دخل في الموضوع , ومع انه ورد في بعض القصص الـخـرافـية التي نقلت شعرا ونثرا في بعض الكتب من ان عفريت الجن كان يستطيع الاستيلا على عـرش سـلـيـمـان وادا اعـمـالـه عن طريق معرفته بالاسم الاعظم الاسـم الاعـظـم بعيد جدا عن روح التعليمات الاسلامية , علاوة على هذا فان نفس قصة (بلعم بن بـاعـورا) , التي اخبرت عن انه فقد الاسم الاعظم بعد ان انحرف عن التقوى والطريق الصحيح , تـدل عـلى ان لهذا الاسم علاقة وثيقة جداباوصاف وحالات الداعي لذا فالاحتمال الصحيح هو احد التفسيرين الاخيرين او كلاهما.
يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان , بعد ان اشار الى مسالة الاسم الاعظم : ((مع ان اسما اللّه عموما واسمه الاعظم خصوصا مؤثرة في عالم الوجود وتعد وسائطا واسبابا لنزول الفيوضات فـي هـذا العالم , الا ان تاثيرهامنوط بحقائقها لابنفس الفاظها التي تدل عليها ولابمعانيها المرسومة في الذهن )) ((2) وهذا الكلام يؤيد ايضا صحة ماذكرنا اعلاه .
وتـوجـد نـقطة جديرة بالالتفات ايضا وهي ان هناك تعابير مختلفة للاسم الاعظم في روايات هذا الباب , وكل واحد منها حصر الاسم الاعظم بمعنى معين .
فـبعضها عدت البسملة اقرب شي الى الاسم الاعظم وبعضها حددت اسم اللّه الاعظم في ذكر هذه الـعبارات : ((بسم اللّه الرحمن الرحيم لاحول ولاقوة الا باللّه العلي العظيم )) مائة مرة بعد صلاة الصبح .
وبعضها الاخر في سورة ((الحمد)) و ((التوحيد)) و ((آية الكرسي )) و ((القدر)).
وبعضها في الايات الست الاواخر من سورة الحشر.
وبـالتالي فبعضها الاخر في (قل اللهم مالك الملك ) الى قوله : (وترزق من تشا بغير حساب ) , ( آل عمران / 26 و 27) , وغير هذه التعابير ((29)) .
ويـمـكـن ان يكون سبب هذا التفاوت هو تعدد الاسم الاعظم , او تفاوت المقاصد , ولكن المهم في الـوقـت ذاتـه هـو ان طـهارة القلب , وخلوص النية ,والتوجه الى اللّه , وقطع الامل عمن سواه , والتخلق بهذه الصفات هي التي تخلق روح الاسم الاعظم .

مرسل: السبت 10-5-2008 9:20 am
بواسطة ابو تريكه
--------------------------------------------------------------------------------

الاسم الأعظم هو الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وقيل الإنسان الكامل هو الاسم الأعظم أعني بذلك أن الإنسان إذا انتقل من أوصاف البشرية واتصف بصفات مولاه الحميدة صار مختارا باختيار ربه مصطلما عن اختياره فانيا عن أوصافه باقيا بأوصاف ربه لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه عز وجل " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " الحديث وهو معروف في كتب القوم وحيث صار العبد سمعه وبصره وبطشه ونطقه ورجله كيف لا يكون اسمه بل هو الاسم الأعظم إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وهو مشتق من أسمائه تعالى سميع بصير متكلم إلى غير ذلك مما لا ينافي ولايته، والإنسان الكامل هو الغوث المحقق الجامع لاستغاثته الخلق كافة المحتوي على الملكوت العلوي والسفلي والمراد بالعلوي العرش وما حوى والمراد بالسفلي سر الكائنات بأسره لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه عز وجل " ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن " وقوله عليه السلام قلب المؤمن عرش الرحمن والإنسان الكامل به يستجاب الدعوات وتجري على يديه تأثيرات على رؤوس الاشهاد ما لا يستجاب بدعوة غيره ولا باسم من أسمائه غير الاسم الأعظم المذكور فحيث ما دعي أجيب كما علم والإنسان الكامل ما خفي سره إلا لحكمة ولو ظهرت خاصيته لتعطلت مصالح الخلق لكن أخفاه الله لجري عادة أحكامه المعلومة بين الخلق قديما وحادثا كساعة الجمعة وليلة القدر أوجدهما الله في سائر السنة وأخفى تعيينهم لنفوذ الأحكام فكذلك الانسان الكامل الجامع للحقيقة والشريعة أوجده الله بين خلقه وأخفى سر خصوصيته لحكمة استأثره الله بها وكذلك سره الأعظم أوجده الله في الأسماء وأخفى سره في سره لا يطلع عليه إلا الله وأولو العلم من بين خلقه كالرسل والمقربين من بني آدم والملائكة ولا يطلع على هذا السر إلا من سرى سر سره في غيب سر الأرواح المودوع في الروح الأعظم الإلهي المجدي الجبريلي الجلالي الجمالي، ومعنى الانسان الكامل دوري غريب لا يعلمه إلا باريه وناشئه ولولا الانسان الكامل المحقق لم تعرف أسرار المغيبات ولا يظهر لسر الاسم الأعظم نور تجليات لقوله صلى الله عليه وسلم فبي عرفوني وبي وبي، يعني فبمحمد –صلى الله عليه وسلم- عرفت المعارف وهذا الإنسان اغترف من بحر أنوار سيد الوجود، ويشرب من خمر محبته فصار دوريا مشرقا في الكون واستنارت بدوره الظواهر فأشرقت، وعلم منها المضار والمنافع حتى صار هو قطب رحا الوجود بأسره ، لأنه هو النائب في مقام النبوة أعني في الشرائع والحقائق والرسائل والفضائل والدرجات الرفيعة لا بالحلول في مراتب النبوة أو النزول في مقامتهم المحمودة، بل هذا محال في حق غيرهم كما علم فافهم، والكلام في معنى سر الإنسان الكامل يطول ذكره ولو تتبعنا معانيه لم تسعه الدواوين لكن اخترنا معناه وما ذكرناه يكفي لذوي العقول وحكمته ظاهرة والحمد لله . ولنرجع للمقصود وهو الاسم الأعظم في السماء كنور الشمس في قرصها أعني قرص الشمس حامل لنورها ونورها حامل لقرصها وكلاهما محمولان بقدرة الله سبحانه ولولا نور الشمس ماظهر قرصها أي جرمها وبنور الشمس استنارت الكائنات واقتبس منها القمر والنجوم وأظهر عجائب النباتات وكملت مصالح المخلوقات فكذلك سر الاسم الأعظم في جميع أسماء الله تعالى يظهر سره في كل اسم ولا يظهر سر الأسماء فيه لأنه سر خفي في سر الأسماء والصفات لأن الأسماء تأخذ منه ولا يأخذ هو منها كما أن القمر والنجوم تأخذ من الشمس ولا تأخذ منهما، لم يطلع على سره إلا ذو إخفاء وسر ولو ظهر سر الاسم وعجائبه لكفى عن استعمال ذكر الأسماء كلها لكنه بالأسماء يتوصل إليه وبه يتوصل للأسماء ولولا الاسم ما ظهرت خاصية الأسماء ولولا الأسماء ما ظهرت خاصية الاسم وكلاهما موصل للآخر وبيان كيفية ذلك أن الأحوال مندرجة في الأفعال وهو يعرف بالدلائل العقلية والأفعال مندرجة في الأسماء، وهو يعرف بالشوق والأسماء مندرجة في الصفات وهو يعرف بالذوق والصفات مندرجة في الذات وهو يعرف بالمزج والذات مندرجة في نفسها وهي لم يعرف لها حكم وإدراكها في المجز عنها واندراج هذه الأحوال والأفعال والأسماء والصفات في سر الاسم الأعظم فبسره يظهر كل مقام وكل مقام له مقال، وهذه الأسرار كلها مندرجة في سر الولاية محتو على الكون عرشا وفرشا والعرش محتو عليه العظمة والعظمة احتوت عليها الأحدية والأحدية احتوى عليها الجلال والجمال وهذا يعرف بتدريج المقامات والأسماء، فبالتدريج تعرف الحقائق وإلا فلا سبيل لكل منهما والاسم الأعظم هو سر الاسم المعبر عنه بالجمعية والجمع المطلق وقيل هو الاسم المفرد وهو الله وسره في إخفاء الحروف الألف المسقط خطأ لا لفظا الكائن بين اللام والهاء وحيث خفي هذا الحرف خفي سر هذا الاسم وتعاظم حتى لم تدرك له نهاية وصار هو مبتدأ الأسماء ومنتهاها فالبداية به تخلية وتحلية وترقية وتزكية والنهاية به تمكن وحضور وغيبة عما سوى المذكور فبدايته محرقة ونهايته مشرقة، فبدايته فكر ونهايته شكر، فبدايته فناء ونهايته بقاء ، فبدايته ظاهر ونهايته باطن، فبدايته نورانية ونهايته وصالية، فبدايته تلوين ونهايته تمكين، والاسم الأعظم في الأسماء كمحمد صلى الله عليه وسلم تفتقر إليه كل الخلق ولا يفتقر لها، ومثال هذا في الذاكر يغيب في الذكر بالذكر عن الذكر، حتى لا يبقى إلا سر الذكر وهو الاسم الأعظم أي غاية سره المتصل بعظمة الجلال والجمال المتصف بالكبرياء والعظمة لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه عز وجل، الكبرياء ردائي والعظمة إزاري وهذا معنى سر الاسم الأعظم والله أعلم، ونذكر إن شاء الله نبذة من بعض فضائله وحسن عوائده وجلال قدره ليتبين طيبه من طيبه ، ويستفاد بذلك كل من له أدنى فهم في إرشاده وإذعان لأحكامه وتسليما لرموزه وتصديقا لغوامضه أعني الاسم الأعظم المذكور، له بداية ونهاية فبدايته التوفيق ونهايته التحقيق أعني به يبتدأ السالك في حال سلوكه في الذكر وهو لا إله إلا الله أي لا معبود أو لا مطلوب أولا موجود إلا الله أو الله مطلوبي أو معبودي أو موجودي أو غير ذلك مما يجري على قلب السالك من معاني سر الاسم فباستمرار الذاكر على هذا الاسم تظهر له العلامات والدلائل بحسب استعداده في السير والسلوك إلى أن يباشر المقام الثاني بالدليل القطعي ويشرف على أول منازله ويدقق المقام الثاني وبالدليل القطعي الأول ثم يرحله قدوته إن كان له قدوة عارفا بذلك إلى المقام الثاني فيظهر له مقاما حاليا، ثم ينهض السالك في السير وينظر قدوته في حاله هكذا شيئا بعد شيء بالتدريج إلى أن يسلك على المقامات السبع إن كانت فيه أهلية لذلك وسابقية خير، وحيث ترك أنفاسه ويخرج عن أوصافه البشرية ويتخلق بأوصافه الحميدة ويسلك على المقامات بالشروط المتقدم ذكرها فهو بصفته حينئذ فيصير مقامه قهريا فيقهر كل من يراه بدعة ويرهب فبتلك القهرية تمتد له الامدادات ويلحق بالمقام القسط الذي يمرر للمريدين على يديه التزكية والتحلية والسير والسلوك إلى مقام الملوك فتصير حركاته نتائج وسكناته مفارج وأنفاسه مخارج أي شهب تحرق بها الشياطين في الهوى والحظوظ والأنفاس والهواجس فيصير إمام الخلق كافة فمن أمه سار في الطريق ونجا، ومن خالفه هام ودخل تيه ظلامه لا يدري أين يذهب وأين يجيء وهذه صفة صاحب المقام وأوصافه ومناقبه لم تدخل تحت الحصر غير أننا ذكرنا بعضها على سبيل البركة لنبين حقيقة الاسم الأعظم وما استخراجه من الأسماء نعم ثم ينتقل صاحب المقام القهري إلى الاسم الأعظم المفرد وهو الله الأحد فيصير صاحب هذا المقام أي المقام المفرد وهو الاسم الأعظم والاسم الأعظم هو صاحب هذا المقام أعني هو الإنسان الكامل المذكور فظهر لنا ثمرة الاسم الأعظم فمن هنا ظهر سر الاسم الأعظم إن شاء الله ‘ إن الاسم الأعظم ليس هو مقتضى تلفظ حروفه فقط بل الحروف تبلغ معناه ومعناه يبلغ إلى سره وسره يبلغ إلى تجلي الاسم وتجلي الاسم يبلغه إلى تجلي الصفات وتجلي الصفات يبلغه إلى تجلي الذات وتجلي الذات يبلغها إلى تجليها لنفسها بنفسها وهكذا تدريج الاسم في الأسماء إلى أن يصير اسما معظما مستجابا فمن صادف محله في التدريج بالفعل أو القول نال من بركاته ما يناسب استعداده في الدعاء أو السير أو غير ذلك يوافقه في القدر وإلا فلا سبيل له إلى مقتضى أسراره سواء ذكره أو استعمله فيما شاء كيف شاء لم ينل منه إلا العصمة الظاهرة فقط.
والله أعلم

مرسل: السبت 10-5-2008 9:27 am
بواسطة ابو تريكه
قصة أصحاب الأخدود
قال الله تعالى وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ قد تكلمنا على ذلك مستقصى في تفسير هذه السورة ولله الحمد . وقد زعم محمد بن إسحاق أنهم كانوا بعد مبعث المسيح ، وخالفه غيره ، فزعموا أنهم كانوا قبله. وقد ذكر غير واحد أن هذا الصنيع مكرر في العالم مرارا في حق المؤمنين من الجبارين الكافرين ، ولكن هؤلاء المذكورون في القرآن قد ورد فيهم حديث مرفوع وأثر أورده ابن إسحاق وهما متعارضان ، وهانحن نوردهما لتقف عليهما.

قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم ، وكان له ساحر ، فلما كبر الساحر قال للملك إني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إلي غلاما فلأعلمه السحر . فدفع إليه غلاما ، فكان يعلمه السحر ، وكان بين الملك وبين الساحر راهب ، فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه ، فأعجبه نحوه وكلامه ، وكان إذا أتى الساحر ضربه وقال ما حبسك وإذا أتى أهله ضربوه ، وقالوا ما حبسك فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل : حبسني أهلي ، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل : حبسني الساحر .

قال : فبينا هو ذات يوم إذ أتى على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس ، فلا يستطيعون أن يجوزوا فقال : اليوم أعلم أمر الساحر أحب إلى الله أم أمر الراهب قال : فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس ، ورماها فقتلها ، ومضى فأخبر الراهب بذلك فقال : أي بني أنت أفضل مني ، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ، ويشفيهم الله على يديه .

وكان جليس للملك فعمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال : اشفني ولك ما هاهنا أجمع . فقال : ما أنا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت به ودعوت الله شفاك فآمن فدعا الله فشفاه ، ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك : يا فلان من رد عليك بصرك ؟ فقال : ربي قال : أنا قال : لا ربي وربك الله قال : ولك رب غيري ؟ قال : نعم ربي وربك الله فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ، فأتي به فقال : أي بني بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء قال : ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله عز وجل قال : أنا قال : لا قال : أولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله قال : فأخذه أيضا بالعذاب ولم يزل به حتى دل على الراهب فأتي بالراهب ، فقال : ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه ، وقال للأعمى : ارجع عن دينك ، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه .

وقال للغلام : ارجع عن دينك فأبى ، فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال : إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه ، فذهبوا به فلما علوا الجبل قال : اللهم أكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون ، وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال : ما فعل أصحابك فقال : كفانيهم الله ، فبعث به مع نفر في قرقور فقال : إذا لججتم البحر ، فإن رجع عن دينه ، وإلا فأغرقوه في البحر ، فلججوا به البحر فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون ، وجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال : ما فعل أصحابك فقال : كفانيهم الله .

ثم قال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني ، وإلا فإنك لا تستطيع قتلي قال : وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ثم تصلبني على جذع ، وتأخذ سهما من كنانتي ، ثم قل : بسم الله رب الغلام ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ، ففعل ، ووضع السهم في كبد القوس ، ثم رماه وقال : بسم الله رب الغلام ، فوقع السهم في صدغه ، فوضع الغلام يده على موضع السهم ، ومات فقال الناس : آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام فقيل للملك : أرأيت ما كنت تحذر فقد والله نزل بك قد آمن الناس كلهم ، فأمر بأفواه السكك فحفر فيها الأخاديد ، وأضرمت فيها النيران ، وقال من رجع عن دينه فدعوه ، وإلا فأقحموه فيها. وقال : فكانوا يتعادون فيها ، ويتدافعون ، فجاءت امرأة بابن لها ترضعه ، فكأنها تقاعست أن تقع في النار ، فقال الصبي : اصبري يا أماه فإنك على الحق كذا رواه الإمام أحمد ورواه مسلم والنسائي من حديث حماد بن سلمة زاد النسائي : وحماد بن زيد كلاهما عن ثابت به ، ورواه الترمذي من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت بإسناده ، نحوه وحرر إيراده ، كما بسطنا ذلك في التفسير

وقد أورد محمد بن إسحاق هذه القصة على وجه آخر فقال : حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب وحدثني أيضا بعض أهل نجران عن أهلها أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان وكان في قرية من قراها قريبا من نجران - ونجران هي القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد - ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر ، فلما نزلها فيميون - ولم يسموه لي بالاسم الذي سماه ابن منبه قالوا : رجل نزلها - فابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي فيها الساحر وجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر ، فبعث الثامر ابنه عبد الله بن التامر مع غلمان أهل نجران فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من عبادته وصلاته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى إذا فقه فيه ، جعل يسأله عن الاسم الأعظم ، وكان يعلمه فكتمه إياه .

وقال له : يا ابن أخي إنك لن تحمله أخشى ضعفك عنه والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان ، فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه ، وتخوف ضعفه فيه عمد إلى قداح فجمعها ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح ، لكل اسم قدح حتى إذا أحصاها أوقد نارا ثم جعل يقذفها قدحا قدحا ، حتى إذا مر بالاسم الأعظم ، قذف فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها لم تضره شيئا فأخذه ثم أتى به صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الأعظم الذي قد كتمه فقال : وما هو ؟ قال : كذا وكذا قال : وكيف علمته ؟ فأخبره بما صنع قال : أي ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك ، وما أظن أن تفعل.

فجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال : يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني وأدعو الله لك فيعافيك عما أنت فيه من البلاء ؟ فيقول : نعم فيوحد الله ويسلم ويدعو له فيشفى ، حتى لم يبق بنجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره ، ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك نجران فدعاه فقال : أفسدت علي أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي لأمثلن بك قال : لا تقدر على ذلك فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ما به بأس وجعل يبعث به إلى مياه بنجران بحور لا يلقى فيها شيء إلا هلك ، فيلقى به فيها فيخرج ليس به بأس ، فلما غلبه قال له عبد الله بن الثامر : إنك والله لا تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به ، فإنك إن فعلت سلطت علي فقتلتني قال : فوحد الله ذلك الملك ، وشهد شهادة عبد الله بن الثامر ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله ، وهلك الملك مكانه واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وكان على ما جاء به عيسى ابن مريم من الإنجيل وحكمه ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث ، فمن هنالك كان أصل دين النصرانية بنجران.

قال ابن إسحاق فهذا حديث محمد بن كعب وبعض أهل نجران عن عبد الله بن الثامر ، فالله أعلم أي ذلك كان قال : فسار إليهم ذو نواس بجنده ، فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين ذلك أو القتل فاختاروا القتل فخدوا الأخدود وحرق بالنار وقتل بالسيف ومثل بهم فقتل منهم قريبا من عشرين ألفا ففي ذي نواس وجنده أنزل الله على رسوله قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ الآيات وهذا يقتضي أن هذه القصة غير ما وقع في سياق مسلم.

وقد زعم بعضهم أن الأخدود وقع في العالم كثيرا كما قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا أبو اليمان أنبأنا صفوان عن عبد الرحمن بن جبير قال : كانت الأخدود في اليمن زمان تبع ، وفي القسطنطينية زمان قسطنطين حين صرف النصارى قبلتهم عن دين المسيح والتوحيد واتخذ أتونا وألقى فيه النصارى الذين كانوا على دين المسيح والتوحيد وفي العراق في أرض بابل في زمان بختنصر حين صنع الصنم وأمر الناس فسجدوا له فامتنع دانيال وصاحباه عزريا ومشايل ، فأوقد لهم أتونا وألقى فيها الحطب والنار ، ثم ألقاهما فيه فجعلها الله عليهم بردا وسلاما ، وأنقذهم منها وألقى فيها الذين بغوا عليه ، وهم تسعة رهط فأكلتهم النار.

وقال أسباط عن السدي في قوله قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ قال : كان الأخدود ثلاثة ، خد بالشام ، وخد بالعراق ، وخد باليمن رواه ابن أبي حاتم وقد استقصيت ذكر أصحاب الأخدود والكلام على تفسيرها في سورة البروج من كتابنا

مرسل: السبت 10-5-2008 9:44 am
بواسطة ابو تريكه
روى الامام ابن قتيبة قال : كان رجل من اهل الصلاح يسمع بسم الله الاعظم انه لا تعدوا عليه النار ، فاخذ آيات

القرآن جميعها ثم كتب في كل صحيفة آية ، واقبل حرقها ورقة ورقة حتى القى في النار ورقة فطارت في الجو ،

ولم يعد عليها النار ، فاخذها فاذا فيها : ( هو الله الخالق البارىء المصور له الاسماء الحسنى ، يسبح له ما في

السماوات والارض وهو العزيز الحكيم ) سورة " الحشر

مرسل: السبت 10-5-2008 2:59 pm
بواسطة ابو تريكه
بحث اليوم لمحبي استكشاف الغموض بصفة عامة
وللفيزيائيين بصفة خاصة
وهو يشرح ماقام به الذي عنده علم من الكتاب بمنظور علمي

قال تعالى :قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ {38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ {40} سورة النمل

من منظور إسلامي فإن في تفسير القرطبي ما يشير مجازيا الي إمكانية تحويل المادة من صيغتها الفيزيائية الي صيغة اخرى (طاقة) مثلا ، حيث يقول : ( ولا يقطع جوهر في حال واحدة مكانين ، بل يتصور ذلك بأن يعدم الله الجوهر في اقصى الشرق ثم يعيده الي الحالة الثانية وهي الحالة التي بعد العدم في اقصى الغرب ، او يعدم الأماكن المتوسطة ثم يعيدها) وقد أدرك ذلك القرطبي في عهده رغم أن العلوم في ذلك الزمان لا تقاس بما هي عليه اليوم من تقدم تقني وأقمار فضائية وإتصالات لاسلكية ، والعلم مهما استزاد منه الإنسان فكيله لا ينفذ قال تعالى " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"

من هذا المبدأ بحثت عن حقيقة ما أشار اليه القرطبي في تفسيره ووجدت نظريات علمية غربية كثير إلا أنها في مجملها تفتقر لمبدأ الإيمان وطغت عليها "العلمانية" حتى هداني ربي الي بحث قام به دكتور عربي مسلم تحت عنوان (آيات قرآنية في مشكاة العلم).

ورغم أن الدكتوريحي المحجري أراد في بحثه الرد على كتاب آيات شيطانية لكاتب قذر هندي متجنس بجنس الأنجليز ، إلا انه - اي الدكتور المحجري – قد فهم اسرار قضية الذي عنده علم من الكتاب ولو نظريا وعبر عنها خير تعبير في بحثه الرائع .

يقول الدكتور المحجري ( التفسير المنطقي من الناحية العلمية لما قام به الذي عنده علم من الكتاب سواء كان انسانا او جنا حسب علمنا الحالي هو انه قام بتحويل عرش بلقيس ملكة سبأ الي نوع من الطاقة ليس من الضرورة أن تكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة ، ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية او الطاقة الضوئية يمكن ارسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية ) .

الخطوة الثانية التي قام بها الذي عنده علم من الكتاب هي ارسال هذه الطاقة من سبأ الي مملكة سليمان ، ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضؤ أي 300 الف كم/ ثانية ، فزمن وصولها الي سليمان كان أقل جزء من الثانية وذلك حتى اذا بلغت المسافة بين سبأ وملك سليمان 3000 كم.

الخطوة الثالثة انه اعاد هذة الطاقة عند وصولها الي المادة الأساسية التي كانت عليها وهي عرش سبأ ، وبصيغة أخرى إن كل جزئ وكل ذرة عادت الي مكانها الأول ، لنعد الي تفسير القرطبي في هذا الشان ( ولا يقطع جوهر في حال واحدة مكانين ، بل يتصور ذلك بأن يعدم الله الجوهر في اقصى الشرق ثم يعيده الي الحالة الثانية وهي الحالة التي بعد العدم في اقصى الغرب ، او يعدم الأماكن المتوسطة ثم يعيدها) هذا توافق عجيب .

يضيف الدكتور المحجري : ( إن الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشئ واحد ، فالمادة يمكن أن تتحول الي طاقة ، والطاقة الي مادة ، وقد نجح الإنسان في تحويل المادة الي طاقة وذلك في توليد الكهرباء (طاقة) من مساقط المياة (مادة) وفي المفاعلات الذرية (مادة) التي تولد لنا الكهرباء (طاقة) ، وكذلك نجح ولو بدرجة أقل كثيرا في تحويل الطاقة الي مادة وذلك في معجلات الجسيمات Particle Accelerator ولو أن ذلك مازال يتم على مستوى الجسيمات ، فتحول المادة الي طاقة والطاقة الي مادة ممكن عمليا وعلميا ، فالمادة والطاقة قرينان ولا يعطل حدوث هذا التحول على نطاق واسع الا صعوبة حدوثه والتحكم فيه تحت الظروف والأمكانيات العملية والعلمية الحالية ، ولاشك أن التوصل الي الطرق العلمية والوسائل العملية المناسبة لتحويل الطاقة الي مادة والعكس في سهولة ويسر ويستدعى تقدما علميا وفنيا هائلا فمستوى مقدرتنا العملية والعلمية حاليا في هذا الصدد ليس إلا كمستوى طفل يتعلم القراءة).

ويواصل الدكتور يحي المحجري (إذا تمكن الإنسان في يوم من الأيام من التحويل السهل الميسور بين المادة والطاقة فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريد , ثم نعود فنحولها إلى مادة ! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلا بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة . والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق هذا الحلم هي في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماما , كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية . وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الجو كل هذا كان عرضا سريعا لموقف العلم وإمكانياته الحالية في تحويل المادة إلى طاقة والعكس) .

إذا تحويل المادة إلى موجات ميكرونية يتم حاليا بالطريقة البشرية في صورة بدائية تستلزم تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية ثم إلى طاقة كهربائية وأخيرا إرسالها على موجات ميكرونية . ولهذا السبب نجد أن الشطر الأكبر من المادة التي بدأنا بها تبددت خلال هذه التحويلات ولا يبقى إلا جزء صغير نستطيع إرساله عن طريق الموجات الميكرونية . فكفاءة تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانية ثم إلى طاقة كهربائية لن يزيد عن عشرين في المائة 20 % حتى إذا تجاوزنا عن الضعف التكنولوجي الحالي في تحويل اليورانيوم إلى طاقة فالذي يتحول إلى طاقة هو جزء صغير من كتلة اليورانيوم أما الشطر الأكبر فيظل في الوقود النووي يشع طاقته على مدى آلاف وملايين السنيين متحولا إلى عناصر أخرى تنتهى بالرصاص . وليس هذا بمنتهى القصد ! ففي الطرف الأخر يجب التقاط وتجميع هذه الموجات ثم إعادة تحويلها إلى طاقة ثم إلى مادة كل جزئ وكل ذرة وكل جسيم إلى نفس المكان الأصلي , وكفاءة تجميع هذه الأشعة الآن وتحويلها إلى طاقة كهربائية في نفس الصورة التي ارسلت بها قد لا تزيد عن 50 % أي أنه ما تبقى من المادة الأصلية حتى الآن بعد تحويلها من مادة إلى طاقة وإرسالها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية المكرونية واستقبالها وتحويلها مرة أخرى إلى طاقة هو 10 % وذلك قبل أن نقوم بالخطوة النهائية وهي تحويل هذه الطاقة إلى مادة وهذه الخطوة الأخيرة - أي تحويل هذه الطاقة إلى مادة في صورتها الأولى - هو ما يعجز عنه حتى الآن إنسان القرن العشرين ولذلك فنحن لا ندري كفاءة إتمام هذه الخطوة الأخيرة وإذا فرضنا أنه تحت أفضل الظروف تمكن الإنسان من تحويل 50 % من هذه الطاقة المتبقية إلى مادة فالذي سوف نحصل عليه هو أقل من 5% من المادة التي بدأنا بها ومعنى ذلك أننا إذا بدأنا بعرش الملكة بلقيس وحولناه بطريقة ما إلى طاقة وأرسلنا هذه الطاقة على موجات ميكرونية , ثم استقبلنا هذه الموجات وحولناها إلى طاقة مرة أخرى أو إلى مادة فلن نجد لدينا أكثر من 5% من عرش الملكة بلقيس وأما الباقي فقد تبدد خلال هذه التحويلات العديدة نظرا للكفاءات الرديئة لهذه العمليات , وهذه الــ 5% من المادة الأصلية لن تكفي لبناء جزء صغير من عرشها مثل رجل أو يد كرسي عرش الملكة .

إن الآيات القرأنية لا تحدد شخصية هذا الذي كان ( عنده علم من الكتاب ) هل كان انسيا أم جنيا ! وقد ذكر في كثير من التفاسير أن الذي قام بنقل عرش بلقيس هو من الإنس ويدعى آصف بن برخياء , فإن كان أنسيا ورجل صالح فلعل علمه قد ورثّه لأجيال أخر ، او أنه قد أختصه به الله تعالى قدرته ، فإن ورثه فعله لجيل لا يعلم به إلا ربي قد يكون بيننا ويملك هذا العلم من الكتاب ويمارسه من أجل الخير والله أعلم
[/quote][/size]

مرسل: السبت 10-5-2008 3:00 pm
بواسطة ابو تريكه
الاخوة الافاضل
الاسم الاعظم هو موحود ولكن كل من يعلم قد لا يعرف وكل من يعرف قد لا يدرك وكل من يدرك قد لا يبلغ مرتبة اليقين
اذا اردتم التعرف على الاسم الاعظم راجعوا احاديث الرسول الكريم فى هذا الموضوع وستعرفوه ولكن مسالة اليقين لا تدرك
بهذه السهولة انها مجاهدة للنفس وقيام لليل وتزكية الروح والبدن وتقوى الله فى السر والعلانية وصدقنى اخى انك لو عرفت الاسم
الاعظم فلن يهون عليك ان تستخدمه فى الدنيا الا بامر الله فمن ادرك وعرف وتيقن واحب الله استغنى به عن جميع خلقه
[/quote][/size]

مرسل: السبت 10-5-2008 3:01 pm
بواسطة ابو تريكه
اسم الله الأعظم ثبت في حديث بريدة قال: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. قَالَ: فَقَالَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى". أخرجه أبو داود (1493) والترمذي (3475)، وابن ماجة (3857). فمن العلماء من حدّد، وقال: إنه كما ثبت في هذا الحديث. ومنهم من قال: اسم الله الأعظم "الحي القيوم". وقد جمع الله بينهما في ثلاث آيات من كتابه؛ آية الكرسي: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ)[البقرة: 255]. وفي أول سورة آل عمران: ( آلم* اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ) [1، 2]. وفي سورة طه: (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)[111]. وقالوا إن هذا فيه جمع بين اسمين عظيمين، اسم الحي، واسم القيوم، وإليهما ترجع جميع أسماء الله الحسنى، الحي المتصف بالحياة، والقيوم المتصف بالقيومية، فهو الحي، سبحانه وتعالى، الذي له الحياة الكاملة لا يعتريها نوم ولا سِنة، ولا ضعف ولا فساد، وهو القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره. ومن العلماء من قال: كل أسماء الله عظيمة، والمراد باسم الله الأعظم المراد العظيم وكل أسماء الله عظيمة. والله أعلم
_________________
[/quote[/size]]

مرسل: الأربعاء 11-6-2008 10:19 pm
بواسطة قلب المؤمن
الله يجزيك خيرا
لقد استمتعت بمعرفة هذه المعلومات
فسبحان الله عدد خلقه

مرسل: الأربعاء 10-12-2008 8:38 pm
بواسطة أنثى
اصلح الله حالك وأحوالك وقوى مرسالك وجعل الجنة مثواك وطيب ثراك .