بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
قال الشيخ المحقق المدقق أبو محمد ومحمود سيدي عبد الحفيظ ابن محمد عن جواب رسائل ورد عليه عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف عن اسم الله الأعظم نفعنا الله به آمين، وعلى الواقف السلام والرحمة والبركة من إخواننا وسادتنا أهل العلم والتقى.
وبعد بلغنا سؤالكم السديد ولذيذ خطابكم الفريد وفهمناه جملة وتفصيلا عن شأن ما أردتموه وطلبتموه من إبدائنا لكم سر معنى الإسم الأعظم نعم سادتنا الاسم الأعظم لا يعلم حقيقة سره إلا مسماه كما لا يخفاكم، لكن جرت عادة الله في الشرائع والحقائق إذ جعل لكل منهما أهلا وكل يتكلم في ذلك على قدر شربه، ونحن إن شاء الله نتكلم في سر الاسم بحسب إمكاننا في مغيبات أموره ومغلقات إشارته ومصعبات رموزه وإن كنا لسنا أهلا لذلك لأن رد الجواب واجب كرد السلام كما لا يخفاكم ، فأقول وبالله التوفيق ومنه الإعانة، أن الاسم الأعظم مختلف فيه واتسع الخلاف في ذلك حتى كاد أن لا يحصى كثرة كما لا يخفى على من له أدنى مدخل في العلم المنقول وكذا المعقول وأسماء الله تعالى تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال وتعرف بدقائق الحكم الربانية والأسرار اللدنية وكل اسم له معنى غيبا يناسب صاحبه بحسب مدلول المعنى من الأربعة المعروفة في الخارج والداخل أي للظاهر والباطن بالعناصر الأربعة تعرف الأحوال فافهم والله أعلم بغيبه.
الاسم الأعظم هو الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وقيل الإنسان الكامل هو الاسم الأعظم أعني بذلك أن الإنسان إذا انتقل من أوصاف البشرية واتصف بصفات مولاه الحميدة صار مختارا باختيار ربه مصطلما عن اختياره فانيا عن أوصافه باقيا بأوصاف ربه لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه عز وجل " لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه " الحديث وهو معروف في كتب القوم وحيث صار العبد سمعه وبصره وبطشه ونطقه ورجله كيف لا يكون اسمه بل هو الاسم الأعظم إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وهو مشتق من أسمائه تعالى سميع بصير متكلم إلى غير ذلك مما لا ينافي ولايته، والإنسان الكامل هو الغوث المحقق الجامع لاستغاثته الخلق كافة المحتوي على الملكوت العلوي والسفلي والمراد بالعلوي العرش وما حوى والمراد بالسفلي سر الكائنات بأسره لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه عز وجل " ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن " وقوله عليه السلام قلب المؤمن عرش الرحمن والإنسان الكامل به يستجاب الدعوات وتجري على يديه تأثيرات على رؤوس الاشهاد ما لا يستجاب بدعوة غيره ولا باسم من أسمائه غير الاسم الأعظم المذكور فحيث ما دعي أجيب كما علم والإنسان الكامل ما خفي سره إلا لحكمة ولو ظهرت خاصيته لتعطلت مصالح الخلق لكن أخفاه الله لجري عادة أحكامه المعلومة بين الخلق قديما وحادثا كساعة الجمعة وليلة القدر أوجدهما الله في سائر السنة وأخفى تعيينهم لنفوذ الأحكام فكذلك الانسان الكامل الجامع للحقيقة والشريعة أوجده الله بين خلقه وأخفى سر خصوصيته لحكمة استأثره الله بها وكذلك سره الأعظم أوجده الله في الأسماء وأخفى سره في سره لا يطلع عليه إلا الله وأولو العلم من بين خلقه كالرسل والمقربين من بني آدم والملائكة ولا يطلع على هذا السر إلا من سرى سر سره في غيب سر الأرواح المودوع في الروح الأعظم الإلهي المجدي الجبريلي الجلالي الجمالي، ومعنى الانسان الكامل دوري غريب لا يعلمه إلا باريه وناشئه ولولا الانسان الكامل المحقق لم تعرف أسرار المغيبات ولا يظهر لسر الاسم الأعظم نور تجليات لقوله صلى الله عليه وسلم فبي عرفوني وبي وبي، يعني فبمحمد –صلى الله عليه وسلم- عرفت المعارف وهذا الإنسان اغترف من بحر أنوار سيد الوجود، ويشرب من خمر محبته فصار دوريا مشرقا في الكون واستنارت بدوره الظواهر فأشرقت، وعلم منها المضار والمنافع حتى صار هو قطب رحا الوجود بأسره ، لأنه هو النائب في مقام النبوة أعني في الشرائع والحقائق والرسائل والفضائل والدرجات الرفيعة لا بالحلول في مراتب النبوة أو النزول في مقامتهم المحمودة، بل هذا محال في حق غيرهم كما علم فافهم، والكلام في معنى سر الإنسان الكامل يطول ذكره ولو تتبعنا معانيه لم تسعه الدواوين لكن اخترنا معناه وما ذكرناه يكفي لذوي العقول وحكمته ظاهرة والحمد لله . ولنرجع للمقصود وهو الاسم الأعظم في السماء كنور الشمس في قرصها أعني قرص الشمس حامل لنورها ونورها حامل لقرصها وكلاهما محمولان بقدرة الله سبحانه ولولا نور الشمس ماظهر قرصها أي جرمها وبنور الشمس استنارت الكائنات واقتبس منها القمر والنجوم وأظهر عجائب النباتات وكملت مصالح المخلوقات فكذلك سر الاسم الأعظم في جميع أسماء الله تعالى يظهر سره في كل اسم ولا يظهر سر الأسماء فيه لأنه سر خفي في سر الأسماء والصفات لأن الأسماء تأخذ منه ولا يأخذ هو منها كما أن القمر والنجوم تأخذ من الشمس ولا تأخذ منهما، لم يطلع على سره إلا ذو إخفاء وسر ولو ظهر سر الاسم وعجائبه لكفى عن استعمال ذكر الأسماء كلها لكنه بالأسماء يتوصل إليه وبه يتوصل للأسماء ولولا الاسم ما ظهرت خاصية الأسماء ولولا الأسماء ما ظهرت خاصية الاسم وكلاهما موصل للآخر وبيان كيفية ذلك أن الأحوال مندرجة في الأفعال وهو يعرف بالدلائل العقلية والأفعال مندرجة في الأسماء، وهو يعرف بالشوق والأسماء مندرجة في الصفات وهو يعرف بالذوق والصفات مندرجة في الذات وهو يعرف بالمزج والذات مندرجة في نفسها وهي لم يعرف لها حكم وإدراكها في المجز عنها واندراج هذه الأحوال والأفعال والأسماء والصفات في سر الاسم الأعظم فبسره يظهر كل مقام وكل مقام له مقال، وهذه الأسرار كلها مندرجة في سر الولاية محتو على الكون عرشا وفرشا والعرش محتو عليه العظمة والعظمة احتوت عليها الأحدية والأحدية احتوى عليها الجلال والجمال وهذا يعرف بتدريج المقامات والأسماء، فبالتدريج تعرف الحقائق وإلا فلا سبيل لكل منهما والاسم الأعظم هو سر الاسم المعبر عنه بالجمعية والجمع المطلق وقيل هو الاسم المفرد وهو الله وسره في إخفاء الحروف الألف المسقط خطأ لا لفظا الكائن بين اللام والهاء وحيث خفي هذا الحرف خفي سر هذا الاسم وتعاظم حتى لم تدرك له نهاية وصار هو مبتدأ الأسماء ومنتهاها فالبداية به تخلية وتحلية وترقية وتزكية والنهاية به تمكن وحضور وغيبة عما سوى المذكور فبدايته محرقة ونهايته مشرقة، فبدايته فكر ونهايته شكر، فبدايته فناء ونهايته بقاء ، فبدايته ظاهر ونهايته باطن، فبدايته نورانية ونهايته وصالية، فبدايته تلوين ونهايته تمكين، والاسم الأعظم في الأسماء كمحمد صلى الله عليه وسلم تفتقر إليه كل الخلق ولا يفتقر لها، ومثال هذا في الذاكر يغيب في الذكر بالذكر عن الذكر، حتى لا يبقى إلا سر الذكر وهو الاسم الأعظم أي غاية سره المتصل بعظمة الجلال والجمال المتصف بالكبرياء والعظمة لقوله عليه السلام حاكيا عن ربه عز وجل، الكبرياء ردائي والعظمة إزاري وهذا معنى سر الاسم الأعظم والله أعلم، ونذكر إن شاء الله نبذة من بعض فضائله وحسن عوائده وجلال قدره ليتبين طيبه من طيبه ، ويستفاد بذلك كل من له أدنى فهم في إرشاده وإذعان لأحكامه وتسليما لرموزه وتصديقا لغوامضه أعني الاسم الأعظم المذكور، له بداية ونهاية فبدايته التوفيق ونهايته التحقيق أعني به يبتدأ السالك في حال سلوكه في الذكر وهو لا إله إلا الله أي لا معبود أو لا مطلوب أولا موجود إلا الله أو الله مطلوبي أو معبودي أو موجودي أو غير ذلك مما يجري على قلب السالك من معاني سر الاسم فباستمرار الذاكر على هذا الاسم تظهر له العلامات والدلائل بحسب استعداده في السير والسلوك إلى أن يباشر المقام الثاني بالدليل القطعي ويشرف على أول منازله ويدقق المقام الثاني وبالدليل القطعي الأول ثم يرحله قدوته إن كان له قدوة عارفا بذلك إلى المقام الثاني فيظهر له مقاما حاليا، ثم ينهض السالك في السير وينظر قدوته في حاله هكذا شيئا بعد شيء بالتدريج إلى أن يسلك على المقامات السبع إن كانت فيه أهلية لذلك وسابقية خير، وحيث ترك أنفاسه ويخرج عن أوصافه البشرية ويتخلق بأوصافه الحميدة ويسلك على المقامات بالشروط المتقدم ذكرها فهو بصفته حينئذ فيصير مقامه قهريا فيقهر كل من يراه بدعة ويرهب فبتلك القهرية تمتد له الامدادات ويلحق بالمقام القسط الذي يمرر للمريدين على يديه التزكية والتحلية والسير والسلوك إلى مقام الملوك فتصير حركاته نتائج وسكناته مفارج وأنفاسه مخارج أي شهب تحرق بها الشياطين في الهوى والحظوظ والأنفاس والهواجس فيصير إمام الخلق كافة فمن أمه سار في الطريق ونجا، ومن خالفه هام ودخل تيه ظلامه لا يدري أين يذهب وأين يجيء وهذه صفة صاحب المقام وأوصافه ومناقبه لم تدخل تحت الحصر غير أننا ذكرنا بعضها على سبيل البركة لنبين حقيقة الاسم الأعظم وما استخراجه من الأسماء نعم ثم ينتقل صاحب المقام القهري إلى الاسم الأعظم المفرد وهو الله الأحد فيصير صاحب هذا المقام أي المقام المفرد وهو الاسم الأعظم والاسم الأعظم هو صاحب هذا المقام أعني هو الإنسان الكامل المذكور فظهر لنا ثمرة الاسم الأعظم فمن هنا ظهر سر الاسم الأعظم إن شاء الله ‘ إن الاسم الأعظم ليس هو مقتضى تلفظ حروفه فقط بل الحروف تبلغ معناه ومعناه يبلغ إلى سره وسره يبلغ إلى تجلي الاسم وتجلي الاسم يبلغه إلى تجلي الصفات وتجلي الصفات يبلغه إلى تجلي الذات وتجلي الذات يبلغها إلى تجليها لنفسها بنفسها وهكذا تدريج الاسم في الأسماء إلى أن يصير اسما معظما مستجابا فمن صادف محله في التدريج بالفعل أو القول نال من بركاته ما يناسب استعداده في الدعاء أو السير أو غير ذلك يوافقه في القدر وإلا فلا سبيل له إلى مقتضى أسراره سواء ذكره أو استعمله فيما شاء كيف شاء لم ينل منه إلا العصمة الظاهرة فقط.
والله أعلم والسلام من الفقير الذليل عبد الحفيظ كتبه وقيده عام 1253 هـ
الاسم الاعظم
قوانين المنتدى
نحن ذكرنا طبيعة والية التاثير وكيف تكون وكيف يكون الانسان هو المدخل الأول حتى الأثر هو تفاعل طاقوي نفسي وروحي وجسدي من قبل الذاكر ثم يستجاب لذلك كونيا وذكرنا الاثار وطبيعة تاثيرها تفصيلا ومنها الاذكار التبتية التي لا تكون أحيانا ذات معنى بل فقط لفظا يكرر وفق نسق ومنهج ويكون له تاثير عظيم أيضاً
وقلنا بان كل ذكر وضعه انسان سواء كان له معنى او ليس له معنى سيكون له تاثير بقدره ووفق طاقويته ووفق تاثر الذهن به
فمن يردد كل يوم كثيرا انا سلام محب السلام يكون منهجة هو السلام
ومن يردد كثيرا انا اسد العرين وقاطع الرقاب سيكون متأثرا بذلك ويوقع عليه اثر هذا المعنى
اذن لابد ان يدرس كل لفظ وما هو اثره من قبل من يدعي الحكمة والعلم
شرح مفصل عن عقيدتي في الاسماء الحسنى وتاثير ايات القران
/viewtopic.php?f=91&t=28655
نحن ذكرنا طبيعة والية التاثير وكيف تكون وكيف يكون الانسان هو المدخل الأول حتى الأثر هو تفاعل طاقوي نفسي وروحي وجسدي من قبل الذاكر ثم يستجاب لذلك كونيا وذكرنا الاثار وطبيعة تاثيرها تفصيلا ومنها الاذكار التبتية التي لا تكون أحيانا ذات معنى بل فقط لفظا يكرر وفق نسق ومنهج ويكون له تاثير عظيم أيضاً
وقلنا بان كل ذكر وضعه انسان سواء كان له معنى او ليس له معنى سيكون له تاثير بقدره ووفق طاقويته ووفق تاثر الذهن به
فمن يردد كل يوم كثيرا انا سلام محب السلام يكون منهجة هو السلام
ومن يردد كثيرا انا اسد العرين وقاطع الرقاب سيكون متأثرا بذلك ويوقع عليه اثر هذا المعنى
اذن لابد ان يدرس كل لفظ وما هو اثره من قبل من يدعي الحكمة والعلم
شرح مفصل عن عقيدتي في الاسماء الحسنى وتاثير ايات القران
/viewtopic.php?f=91&t=28655
اخبرنا الرسول في اكثر من حديث أن لله تعالى اسما اعظم له مميزات عن بقية أسمائه تعالى فمن هذه الأحاديث :
ما رواه الترمذي عن بريده رضي الله عنه: أن رسول الله " سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك باني اشهد انك أنت الله ، لا اله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" قال إلارنأووط إسناده صحيح .
روى بان ماجة عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله : " اسم الله الأعظم ، في هاتين الآيتين " ألهكم اله واحد لا اله إلا هو الرحمن الرحيم" البقرة آية 163
وفاتحة سورة آل عمران " الله لا اله إلا هو الحي القيوم" آل عمران آية 1و 2 حديث حسن.
والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم انه (الله) فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول r أن اسم الله الأعظم ورد فيها.
ومما يرجح ذلك أن (الله) هو الاسم الأعظم الذي تكرر في القرآن الكريم تسعمائة وثمانين مرة.
ومما يرجح أيضاً ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة والكثيرة .
هذا و الله أعلم.
ما رواه الترمذي عن بريده رضي الله عنه: أن رسول الله " سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك باني اشهد انك أنت الله ، لا اله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" قال إلارنأووط إسناده صحيح .
روى بان ماجة عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله : " اسم الله الأعظم ، في هاتين الآيتين " ألهكم اله واحد لا اله إلا هو الرحمن الرحيم" البقرة آية 163
وفاتحة سورة آل عمران " الله لا اله إلا هو الحي القيوم" آل عمران آية 1و 2 حديث حسن.
والذي يظهر من المقارنة بين النصوص التي ورد فيها اسم الله الأعظم انه (الله) فهذا الاسم هو الاسم الوحيد الذي يوجد في جميع النصوص التي قال الرسول r أن اسم الله الأعظم ورد فيها.
ومما يرجح ذلك أن (الله) هو الاسم الأعظم الذي تكرر في القرآن الكريم تسعمائة وثمانين مرة.
ومما يرجح أيضاً ما تضمنه هذا الاسم من المعاني العظيمة والكثيرة .
هذا و الله أعلم.
وعن بريدة رضي الله عنه قال: سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. فقال: لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان.
--------------------------------------------------------------------------------
حديث أبي هريرة هذا حديث صحيح، وهو من أصح الأخبار التي وردت في الاسم الأعظم، الاسم الأعظم ورد فيه أخبار كثيرة منها حديث بريدة هذا، وحديث أنس، وحديث أسماء بنت يزيد وأحاديث كثيرة، لكن أصحها هذا الخبر، وهو أنه مر النبي عليه الصلاة والسلام برجل جاء عند أحمد أنه أبو موسى الأشعري، وفيه أنه مر به وهو يقرأ القرآن وهو يصلي، قال: أتراه مرائيا؟ ثم قال: مر به وهو يقرأ، ثم قال: بل هو قانت. ثم مر به ليلة أخرى، وقال: أتراه مرائيا؟ قلت يا رسول الله أمراءٍ هو؟ قال: بل هو قانت قانت قانت، أو قال موقن عليه الصلاة والسلام، وكان يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، قال: لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى حديث أنس: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام في رواية: إني أسألك وفي معنى هذا الحديث وهذا الدعاء من أعظم الأدعية، ومشتمل على التوحيد والاعتراف به لله سبحانه وتعالى:
"اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" مشتمل على سورة قل هو الله أحد التي هي ثلث القرآن، مشتملة على أسمائه سبحانه وتعالى وعلى صفاته، وعلى توحيده، فلهذا كان من أعظم الأدعية ومن أعظم السؤال، ومن أعظم التوسل، ومن أعظم العبادة، أن يدعو بهذه الكلمات، وأن يسأل الله بهذه الكلمات.
ما توسل متوسل بأعظم من هذه، فهو داعٍ وسائل ومتعبد لله عز وجل وخاضع ومثن له سبحانه وتعالى على سبيل المطابقة، وهو منزه لله سبحانه وتعالى على سبيل اللزوم لأن الثناء على سبيل المطابقة تنزيه على سبيل اللزوم، يلزم منه نفي النقص عنه سبحانه وتعالى، كما أن التنزيه على سبيل المطابقة، هو أيضا ثناء على سبيل اللزوم، فلا ينزه ولا يعني تذكر الصفات التي أو تنفى الصفات التي ليست وصفا له سبحانه وتعالى إلا لإثبات كمال ضده.
أما نفي محضٌ لا يثبت كمال ضده، أو لا يكون المقصود إثبات الكمال، هذا لا، ليس بثناء وليس بدعاء لله عز وجل، ولهذا لا يقصد مجرد النفي المحض، ولهذا تراه في الكتاب العزيز وفي السنة النبوية عنه عليه الصلاة والسلام أنه يأتي مجملا إلا في بعض المواضع اليسيرة عند الحاجة إليه فلهذا كان هذا الدعاء من أعظم الأدعية، وفيه النص الصريح أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى سبحانه وتعالى، نعم.
--------------------------------------------------------------------------------
حديث أبي هريرة هذا حديث صحيح، وهو من أصح الأخبار التي وردت في الاسم الأعظم، الاسم الأعظم ورد فيه أخبار كثيرة منها حديث بريدة هذا، وحديث أنس، وحديث أسماء بنت يزيد وأحاديث كثيرة، لكن أصحها هذا الخبر، وهو أنه مر النبي عليه الصلاة والسلام برجل جاء عند أحمد أنه أبو موسى الأشعري، وفيه أنه مر به وهو يقرأ القرآن وهو يصلي، قال: أتراه مرائيا؟ ثم قال: مر به وهو يقرأ، ثم قال: بل هو قانت. ثم مر به ليلة أخرى، وقال: أتراه مرائيا؟ قلت يا رسول الله أمراءٍ هو؟ قال: بل هو قانت قانت قانت، أو قال موقن عليه الصلاة والسلام، وكان يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، قال: لقد سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى حديث أنس: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام في رواية: إني أسألك وفي معنى هذا الحديث وهذا الدعاء من أعظم الأدعية، ومشتمل على التوحيد والاعتراف به لله سبحانه وتعالى:
"اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" مشتمل على سورة قل هو الله أحد التي هي ثلث القرآن، مشتملة على أسمائه سبحانه وتعالى وعلى صفاته، وعلى توحيده، فلهذا كان من أعظم الأدعية ومن أعظم السؤال، ومن أعظم التوسل، ومن أعظم العبادة، أن يدعو بهذه الكلمات، وأن يسأل الله بهذه الكلمات.
ما توسل متوسل بأعظم من هذه، فهو داعٍ وسائل ومتعبد لله عز وجل وخاضع ومثن له سبحانه وتعالى على سبيل المطابقة، وهو منزه لله سبحانه وتعالى على سبيل اللزوم لأن الثناء على سبيل المطابقة تنزيه على سبيل اللزوم، يلزم منه نفي النقص عنه سبحانه وتعالى، كما أن التنزيه على سبيل المطابقة، هو أيضا ثناء على سبيل اللزوم، فلا ينزه ولا يعني تذكر الصفات التي أو تنفى الصفات التي ليست وصفا له سبحانه وتعالى إلا لإثبات كمال ضده.
أما نفي محضٌ لا يثبت كمال ضده، أو لا يكون المقصود إثبات الكمال، هذا لا، ليس بثناء وليس بدعاء لله عز وجل، ولهذا لا يقصد مجرد النفي المحض، ولهذا تراه في الكتاب العزيز وفي السنة النبوية عنه عليه الصلاة والسلام أنه يأتي مجملا إلا في بعض المواضع اليسيرة عند الحاجة إليه فلهذا كان هذا الدعاء من أعظم الأدعية، وفيه النص الصريح أنه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى سبحانه وتعالى، نعم.
نحن اليوم مع قصة عجيبة لكنها واقع ملموس مع من أوتي اسم الله الأعظم ولكنه الان يتلجلج في النار
انه بلعم بن باعوراء
لقد آتاه الله اسمه الأعظم وقربه نجيا فقد كان من الأواهين فلكم أن تتصوروا أن يؤتى احد الإسم الأعظم فيكون زاده الى جهنم
كان راهبا ليس له الا العبادة وذكر الله عز وجل وذات يوم امتحنه الله
اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعوراء وهو من ولد لوط فقالوا له: إن موسى جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا , فادع الله عليهم ! , فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة , فراجعوه في ذلك وهو يمتنع عليهم.
فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل ! فقالت له في ذلك ! فامتنع , فلم تزل به حتى قال أستخير ربي فاستخار الله تعالى , فنهاه في المنام , فأخبرها بذلك , فقالت راجع ربك. فعاد الاستخارة فلم يرد جواب. فقالت لو أراد ربك لنهاك. ولم تزل تخدعه حتى أجابها.
فركب حماراً له متوجهاً إلى جبل يشرف على بني إسرائيل ليقف عليه ويدعو عليهم , فما مشى عليها إلا قليلاً حتى ربض الحمار فضربه حتى قام فركبه , فسار قليلاً فربض , ففعل ذلك ثلاث مرات. فلما اشتد ضربه في الثالثة فأنطقها الله : ويحك يا بلعم أين تذهب ؟ أما ترى الملائكة تردني ؟ فلم يرجع , فأطلق الله الحمار حينئذ فسار حتى أشرف على بني إسرائيل فكان كلما أراد أن يدعو عليهم , ينصرف لسانه إلى الدعاء لهم , وإذا أراد أن يدعو لقومه انقلب دعاءه عليهم. فقالوا له في ذلك ؟ فقال هذا شيء غلب الله عليه , واندلع لسانه فوقع على صدره , فقال الآن خسرت الدنيا والآخرة.
ولم يبق إلا المكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن إلى العسكر ولا تمنع امرأة نفسها ممن يريدها , وقال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم. ففعلوا ذلك ودخل النساء عسكر بني إسرائيل , فأخذ احد جنود سيدنا موسى امرأة وأتى بها إلى موسى عليه السلام فقال له أظنك تقول ان هذا حرام فوالله لا نطيعك ! ثم أدخلها خيمة فوقع احد جنود سيدنا موسى عليها ! فأنزل الله عليهم الطاعون.
وكان أحد المؤمنين غائبا ذاك الوقت , فلما جاء رأى الطاعون قد استقر في بني إسرائيل , وكان ذا قوة وبطش. فقصد الجندي فرآه مضاجع المرأة فطعنها بحربة بيده فانتظمها , ورفع الطاعون. وقد هلك في تلك الساعة عشرون ألفاً. وقيل: سبعون ألفاً.
فانظروا الى عاقبة الكبر رفع الله ابليس حتى صار طاووس الملائكة ثم أهلكه الكبر وهذا ابن باعوراء الأعور البصيرة أهلكه الكبر
نسأل الله السلامة والاعتبار من هذه القصص فقد كان في قصصهم عبرة....
منقول للفائدة
المصدر من تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 2 ص 23
انه بلعم بن باعوراء
لقد آتاه الله اسمه الأعظم وقربه نجيا فقد كان من الأواهين فلكم أن تتصوروا أن يؤتى احد الإسم الأعظم فيكون زاده الى جهنم
كان راهبا ليس له الا العبادة وذكر الله عز وجل وذات يوم امتحنه الله
اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعوراء وهو من ولد لوط فقالوا له: إن موسى جاء ليقتلنا ويخرجنا من ديارنا , فادع الله عليهم ! , فقال لهم كيف أدعو على نبي الله والمؤمنين ومعهم الملائكة , فراجعوه في ذلك وهو يمتنع عليهم.
فأتوا امرأته وأهدوا لها هدية وطلبوا إليها أن تحسن لزوجها أن يدعو على بني إسرائيل ! فقالت له في ذلك ! فامتنع , فلم تزل به حتى قال أستخير ربي فاستخار الله تعالى , فنهاه في المنام , فأخبرها بذلك , فقالت راجع ربك. فعاد الاستخارة فلم يرد جواب. فقالت لو أراد ربك لنهاك. ولم تزل تخدعه حتى أجابها.
فركب حماراً له متوجهاً إلى جبل يشرف على بني إسرائيل ليقف عليه ويدعو عليهم , فما مشى عليها إلا قليلاً حتى ربض الحمار فضربه حتى قام فركبه , فسار قليلاً فربض , ففعل ذلك ثلاث مرات. فلما اشتد ضربه في الثالثة فأنطقها الله : ويحك يا بلعم أين تذهب ؟ أما ترى الملائكة تردني ؟ فلم يرجع , فأطلق الله الحمار حينئذ فسار حتى أشرف على بني إسرائيل فكان كلما أراد أن يدعو عليهم , ينصرف لسانه إلى الدعاء لهم , وإذا أراد أن يدعو لقومه انقلب دعاءه عليهم. فقالوا له في ذلك ؟ فقال هذا شيء غلب الله عليه , واندلع لسانه فوقع على صدره , فقال الآن خسرت الدنيا والآخرة.
ولم يبق إلا المكر والحيلة وأمرهم أن يزينوا النساء ويعطوهن السلع للبيع ويرسلوهن إلى العسكر ولا تمنع امرأة نفسها ممن يريدها , وقال إن زنى منهم رجل واحد كفيتموهم. ففعلوا ذلك ودخل النساء عسكر بني إسرائيل , فأخذ احد جنود سيدنا موسى امرأة وأتى بها إلى موسى عليه السلام فقال له أظنك تقول ان هذا حرام فوالله لا نطيعك ! ثم أدخلها خيمة فوقع احد جنود سيدنا موسى عليها ! فأنزل الله عليهم الطاعون.
وكان أحد المؤمنين غائبا ذاك الوقت , فلما جاء رأى الطاعون قد استقر في بني إسرائيل , وكان ذا قوة وبطش. فقصد الجندي فرآه مضاجع المرأة فطعنها بحربة بيده فانتظمها , ورفع الطاعون. وقد هلك في تلك الساعة عشرون ألفاً. وقيل: سبعون ألفاً.
فانظروا الى عاقبة الكبر رفع الله ابليس حتى صار طاووس الملائكة ثم أهلكه الكبر وهذا ابن باعوراء الأعور البصيرة أهلكه الكبر
نسأل الله السلامة والاعتبار من هذه القصص فقد كان في قصصهم عبرة....
منقول للفائدة
المصدر من تفسير ابن كثير تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 2 ص 23
** اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب ولقد أخفاه الله بين أسمائه لذات الحكمة التي أخفي بها الصلاة الوسطي وليلة القدر وساعة الإجابة ويقال إن الاسم الأعظم يتمثل في دعوة سيدنا يونس "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" "87" سورة الأنبياء....
ويقال ان بين الاسم الأعظم وبين بسم الله الرحمن الرحيم كما بين بياض العين وسوادها وقد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلاً يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".
فقال: لقد سأل الله بالاسم الذي سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب.
ويقال أيضاً أن اسم الله الأعظم في آية الكرسي لأنها سيدة آي القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" "163" سورة البقرة وفاتحة آل عمران "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم" "2" سورة آل عمران مما ذكرنا ياأخي يتضح لنا صعوبة تحديد اسم معين بعينه من الأسماء الحسني كالاسم الأعظم "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ماتدعوا فله الأسماء الحسني" "110" سورة الإسراء..
ويقال ان بين الاسم الأعظم وبين بسم الله الرحمن الرحيم كما بين بياض العين وسوادها وقد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم رجلاً يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد".
فقال: لقد سأل الله بالاسم الذي سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب.
ويقال أيضاً أن اسم الله الأعظم في آية الكرسي لأنها سيدة آي القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم" "163" سورة البقرة وفاتحة آل عمران "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم" "2" سورة آل عمران مما ذكرنا ياأخي يتضح لنا صعوبة تحديد اسم معين بعينه من الأسماء الحسني كالاسم الأعظم "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ماتدعوا فله الأسماء الحسني" "110" سورة الإسراء..
روي عن الامام علي بن
الحسين زين العابدين عليهما السلام قوله:"سألت الله عز وجل في عقيب كل صلاة سنة أن يعلمني اسمه الأعظم ،فوالله إني لجالس قد صليت ركعتي الفجر إذ ملكتني عيناي ،فإذا رجل جالس بين يدي فقال:قد استجيب لك ، فقل :اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لاإله إلا هو رب العرش العظيم . ثم قال : أفهمت ، أم أعيد عليك ؟قلت : أعد علي ، ففعل . فما دعوت بشيء قط إلا رأيته، وأرجو أن يكون لي عنده ذخراً .
الحسين زين العابدين عليهما السلام قوله:"سألت الله عز وجل في عقيب كل صلاة سنة أن يعلمني اسمه الأعظم ،فوالله إني لجالس قد صليت ركعتي الفجر إذ ملكتني عيناي ،فإذا رجل جالس بين يدي فقال:قد استجيب لك ، فقل :اللهم إني أسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لاإله إلا هو رب العرش العظيم . ثم قال : أفهمت ، أم أعيد عليك ؟قلت : أعد علي ، ففعل . فما دعوت بشيء قط إلا رأيته، وأرجو أن يكون لي عنده ذخراً .
أسماء الله تعالى تطلق على معان ، فيستعمل ويراد به الوجود التكويني الذي هو فعله تعالى وهو على مراتب ودرجات بحسب السبق واللحوق في أفعاله تعالى ، فقد يطلق على فعله الاول فيقال : الاسم الاعظم الأعظم للأعظم ، وقد تكون الاشارة اليه في قوله تعالى : ( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء أحوى ) ، وقد يطلق على الافعال اللاحقة له تعالى ويستعمل ويراد به الوجود اللفظي الصوتي أو المكتوب .
2 ـ هذا وأما خصوص اسم ( الله ) فهو علم للذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية ، وهو مشتق من الوله وهو الحيرة والهيمان تجاه الذات الإلهية ، ومنه اشتق الإله أي الشيء الذي يؤله . أو من الاه بمعنى الاحتجاب والارتفاع . أو من أله بمعنى عبد .
وأما خواصه : فقد روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قوله : « بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها » تحف العقول/87 ع في البحار : 90 . وروي عن الامام زين العابدين ( ع ) أن : « اللهم اني اسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم » انه الاسم الاعظم .
وروي عن الامام الصادق عليه السلام أن كل فعل من شرب واكل ولبس ووضوء وغسل وغيرها لم يبدأ ببسم الله يكون الفعل شركاً للشيطان فيه .
2 ـ هذا وأما خصوص اسم ( الله ) فهو علم للذات المستجمعة لجميع الصفات الكمالية ، وهو مشتق من الوله وهو الحيرة والهيمان تجاه الذات الإلهية ، ومنه اشتق الإله أي الشيء الذي يؤله . أو من الاه بمعنى الاحتجاب والارتفاع . أو من أله بمعنى عبد .
وأما خواصه : فقد روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قوله : « بسم الله الرحمن الرحيم اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها » تحف العقول/87 ع في البحار : 90 . وروي عن الامام زين العابدين ( ع ) أن : « اللهم اني اسألك باسمك الله الله الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم » انه الاسم الاعظم .
وروي عن الامام الصادق عليه السلام أن كل فعل من شرب واكل ولبس ووضوء وغسل وغيرها لم يبدأ ببسم الله يكون الفعل شركاً للشيطان فيه .
يقول الإمام الرازي رحمه الله في تفسيره المسمى بـ ( مفاتيح الغيب ) :
واعلم أن لفظ «هو» فيه أسرار عجيبة وأحوال عالية، فبعضها يمكن شرحه وتقريره وبيانه، وبعضها لا يمكن ...وأنا بتوفيق الله كتبت أسراراً لطيفة، إلا أني كلما أقابل تلك الكلمات المكتوبة بما أجده في القلب من البهجة والسعادة عند ذكر كلمة «هو» أجد المكتوب بالنسبة إلى تلك الأحوال المشاهدة حقيراً، فعند هذا عرفت أن لهذه الكلمة تأثيراً عجيباً في القلب لا يصل البيان إليه، ولا ينتهي الشرح إليه، فلنكتب ما يمكن ذكره فنقول:
فيه أسرار: الأول: أن الرجل إذا قال: «يا هو» فكأنه يقول: من أنا حتى أعرفك، ومن أنا حتى أكون مخاطباً لك، وما للتراب ورب الأرباب، وأي مناسبة بين المتولد عن النطفة والدم وبين الموصوف بالأزلية والقدم؟ فأنت أعلى من جميع المناسبات وأنت مقدس عن علائق العقول والخيالات، فلهذا السبب خاطبة العبد بخطاب الغائبين فقال: يا هو.
والفائدة الثانية: أن هذا اللفظ كما دل على إقرار العبد على نفسه بالدناءة والعدم ففيه أيضاً دلالة على أنه أقر بأن كل ما سوى الله تعالى فهو محض العدم، لأن القائل إذا قال: «يا هو» فلو حصل في الوجود شيئان لكان قولنا: «هو» صالحاً لهما جميعاً، فلا يتعين واحد منهما بسبب قوله: «هو» فلما قال: (يا هو) فقد حكم على كل ما سوى الله تعالى بأنه عدم محض ونفي صرف، كما قال تعالى: { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ }
[القصص: 88] وهذان المقامان في الفناء عن كل ما سوى الله مقامان في غاية الجلال، ولا يحصلان إلا عند مواظبة العبد على أن يذكر الله بقوله: يا هو.
والفائدة الثالثة: أن العبد متى ذكر الله بشيء من صفاته لم يكن مستغرقاً في معرفة الله تعالى؛ لأنه إذا قال: «يا رحمن» فحينئذٍ يتذكر رحمته فيميل طبعه إلى طلبها فيكون طالباً للحصة، وكذلك إذا قال: (يا كريم، يا محسن، يا غفار، يا وهاب، يا فتاح) وإذا قال: (يا ملك) فحينئذٍ يتذكر ملكه وملكوته وما فيه من أقسام النعم فيميل طبعه إليه فيطلب شيئاً منها، وقس عليه سائر الأسماء، أما إذا قال: (يا هو) فإنه يعرف أنه هو، وهذا الذكر لا يدل على شيء غيره ألبتة، فحينئذٍ يحصل في قلبه نور ذكره، ولا يتكدر ذلك النور بالظلمة المتولدة عن ذكر غير الله، وهناك يحصل في قلبه النور التام والكشف الكامل.
_________________
واعلم أن لفظ «هو» فيه أسرار عجيبة وأحوال عالية، فبعضها يمكن شرحه وتقريره وبيانه، وبعضها لا يمكن ...وأنا بتوفيق الله كتبت أسراراً لطيفة، إلا أني كلما أقابل تلك الكلمات المكتوبة بما أجده في القلب من البهجة والسعادة عند ذكر كلمة «هو» أجد المكتوب بالنسبة إلى تلك الأحوال المشاهدة حقيراً، فعند هذا عرفت أن لهذه الكلمة تأثيراً عجيباً في القلب لا يصل البيان إليه، ولا ينتهي الشرح إليه، فلنكتب ما يمكن ذكره فنقول:
فيه أسرار: الأول: أن الرجل إذا قال: «يا هو» فكأنه يقول: من أنا حتى أعرفك، ومن أنا حتى أكون مخاطباً لك، وما للتراب ورب الأرباب، وأي مناسبة بين المتولد عن النطفة والدم وبين الموصوف بالأزلية والقدم؟ فأنت أعلى من جميع المناسبات وأنت مقدس عن علائق العقول والخيالات، فلهذا السبب خاطبة العبد بخطاب الغائبين فقال: يا هو.
والفائدة الثانية: أن هذا اللفظ كما دل على إقرار العبد على نفسه بالدناءة والعدم ففيه أيضاً دلالة على أنه أقر بأن كل ما سوى الله تعالى فهو محض العدم، لأن القائل إذا قال: «يا هو» فلو حصل في الوجود شيئان لكان قولنا: «هو» صالحاً لهما جميعاً، فلا يتعين واحد منهما بسبب قوله: «هو» فلما قال: (يا هو) فقد حكم على كل ما سوى الله تعالى بأنه عدم محض ونفي صرف، كما قال تعالى: { كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ }
[القصص: 88] وهذان المقامان في الفناء عن كل ما سوى الله مقامان في غاية الجلال، ولا يحصلان إلا عند مواظبة العبد على أن يذكر الله بقوله: يا هو.
والفائدة الثالثة: أن العبد متى ذكر الله بشيء من صفاته لم يكن مستغرقاً في معرفة الله تعالى؛ لأنه إذا قال: «يا رحمن» فحينئذٍ يتذكر رحمته فيميل طبعه إلى طلبها فيكون طالباً للحصة، وكذلك إذا قال: (يا كريم، يا محسن، يا غفار، يا وهاب، يا فتاح) وإذا قال: (يا ملك) فحينئذٍ يتذكر ملكه وملكوته وما فيه من أقسام النعم فيميل طبعه إليه فيطلب شيئاً منها، وقس عليه سائر الأسماء، أما إذا قال: (يا هو) فإنه يعرف أنه هو، وهذا الذكر لا يدل على شيء غيره ألبتة، فحينئذٍ يحصل في قلبه نور ذكره، ولا يتكدر ذلك النور بالظلمة المتولدة عن ذكر غير الله، وهناك يحصل في قلبه النور التام والكشف الكامل.
_________________
--------------------------------------------------------------------------------
قالوا عن الاسم الاعظم
إن الاسم الأعظم أودع الله معرفته عند خاصة أوليائه ، العارفين به ، المخلصين له ، وهم النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» وأئمة أهل البيت «عليهم السلام» ، وهو اسمٌ من ثلاث وسبعين حرف أودع الله عند أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» من الأئمة المعصومين «عليهم السلام» اثنان وسبعين حرف واختص بواحدٍ لنفسه، وما قصدت بالمؤمنين في النص الذي ذكرته ، هم أئمة آل البيت «عليهم السلام» بقرينة «الصادقين المخلصين العارفين» فأي أحد منا عرف الله كما عرفه أهل البيت «عليهم السلام» ؟! إذ المعرفة والصدق والإخلاص قيودٌ احترازية عن دخول أي أحد في حد من عرف الاسم الأعظم ، فلا يشمل إذن غيرهم ولا يتعدى ذلك إلى سواهم .
ثانياً : البسملة لها شرفها ومنزلتها عند الله تعالى ، وهل هي الاسم الأعظم أم لا ؟
أن الاسم الأعظم كما قلنا هو سر الله الذي لا يطلع عليه أحد إلاّ أوليائه المعصومين «عليهم السلام» ، فلا أحد يستطيع المجازفة في الخوض بذلك .
نعم منزلة بسم الله الرحمن الرحيم كمنزلة الاسم الأعظم في سره وفي عظمته، فعن الإمام الرضا «عليه السلام» قال : أن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها .
فهذه المنزلة للبسملة وكونها كالاسم الأعظم يكشف لنا عظمتها عند الله، واستخدامها كالاسم الأعظم يشترط فيه الإيمان والتصديق بأنها كالاسم الأعظم ، ولذا فهذه الرواية ستقرّب لنا هذا المعنى وكون استخدام أي شيء مشروط بالإيمان به والتصديق والتسليم . ففي المناقب قال : أبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ عليٌ يده وقرأ شيئاً وألصقها فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : فاتحة الكتاب . فكأنه استقلها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليٌّ ومضى . وهذا يعني أن استخدام أي شيء مهما بلغ مشروط بالتسليم والتصديق به . فكذلك هي البسملة وأمثالها من الأسماء والآيات والأدعية .
ثالثاً : إذا قلنا أن « ألم » وأمثالها من الاسم الأعظم فهذا لا يعني إمكانيتنا استخدام هذه الحروف كالاسم الأعظم ، فالاسم الأعظم كما قلنا أسراره مودعة عند أهل البيت «عليهم السلام» ، وللاسم الأعظم تأليف وترتيب يختص به من يحمله من النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» والأئمة «عليهم السلام» ، فمعرفة كونه من الاسم الأعظم لا ينفع وحده دون معرفة تأليفه وترتيبه .
فقد ورد مثلاً : حمسق هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع ، يؤلفه الرسول أو الإمام صلى الله عليهما ، فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب . البحار : 89 : 376 فتأليف الاسم الأعظم من الحروف المقطعة هو سرٌ مودع لدى خاصة أوليائه وأصفيائه وهم أئمتنا «عليهم السلام» .
رابعاً : أن لفظ «الله» هو اسم علم للذات المقدسة الجامعة لجميع الصفات العليا ، والأسماء الحسنى .
قيل : هو غير مشتق من شيء بل هو علم . وقيل عن سيبويه : هو مشتق وأصله «إله» دخلت عليه الألف واللام فبقي «الإله» ثم نقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت فبقي «الله» فأسكنت اللام الأولى وأدغمت وفخم تعظيماً ، لكنه يترقق مع كسرة ما قبله . كما في قوله تعالى : « يدعون من دونِ الله » فهنا لفظ الله خفف لسبقه بتخفيف .
فأصله عربي كما علمت مشتق من «إله» أي معبود فقد ورد «كان إلهاً إذ لا مألوه» أي كان معبود قبل أن يعبد . سبحان الله وتعالى عن كل وصفٍ ومثل .
قالوا عن الاسم الاعظم
إن الاسم الأعظم أودع الله معرفته عند خاصة أوليائه ، العارفين به ، المخلصين له ، وهم النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» وأئمة أهل البيت «عليهم السلام» ، وهو اسمٌ من ثلاث وسبعين حرف أودع الله عند أهل بيت النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» من الأئمة المعصومين «عليهم السلام» اثنان وسبعين حرف واختص بواحدٍ لنفسه، وما قصدت بالمؤمنين في النص الذي ذكرته ، هم أئمة آل البيت «عليهم السلام» بقرينة «الصادقين المخلصين العارفين» فأي أحد منا عرف الله كما عرفه أهل البيت «عليهم السلام» ؟! إذ المعرفة والصدق والإخلاص قيودٌ احترازية عن دخول أي أحد في حد من عرف الاسم الأعظم ، فلا يشمل إذن غيرهم ولا يتعدى ذلك إلى سواهم .
ثانياً : البسملة لها شرفها ومنزلتها عند الله تعالى ، وهل هي الاسم الأعظم أم لا ؟
أن الاسم الأعظم كما قلنا هو سر الله الذي لا يطلع عليه أحد إلاّ أوليائه المعصومين «عليهم السلام» ، فلا أحد يستطيع المجازفة في الخوض بذلك .
نعم منزلة بسم الله الرحمن الرحيم كمنزلة الاسم الأعظم في سره وفي عظمته، فعن الإمام الرضا «عليه السلام» قال : أن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها .
فهذه المنزلة للبسملة وكونها كالاسم الأعظم يكشف لنا عظمتها عند الله، واستخدامها كالاسم الأعظم يشترط فيه الإيمان والتصديق بأنها كالاسم الأعظم ، ولذا فهذه الرواية ستقرّب لنا هذا المعنى وكون استخدام أي شيء مشروط بالإيمان به والتصديق والتسليم . ففي المناقب قال : أبين إحدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين فأخذ عليٌ يده وقرأ شيئاً وألصقها فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : فاتحة الكتاب . فكأنه استقلها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليٌّ ومضى . وهذا يعني أن استخدام أي شيء مهما بلغ مشروط بالتسليم والتصديق به . فكذلك هي البسملة وأمثالها من الأسماء والآيات والأدعية .
ثالثاً : إذا قلنا أن « ألم » وأمثالها من الاسم الأعظم فهذا لا يعني إمكانيتنا استخدام هذه الحروف كالاسم الأعظم ، فالاسم الأعظم كما قلنا أسراره مودعة عند أهل البيت «عليهم السلام» ، وللاسم الأعظم تأليف وترتيب يختص به من يحمله من النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم» والأئمة «عليهم السلام» ، فمعرفة كونه من الاسم الأعظم لا ينفع وحده دون معرفة تأليفه وترتيبه .
فقد ورد مثلاً : حمسق هو حروف من اسم الله الأعظم المقطوع ، يؤلفه الرسول أو الإمام صلى الله عليهما ، فيكون الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب . البحار : 89 : 376 فتأليف الاسم الأعظم من الحروف المقطعة هو سرٌ مودع لدى خاصة أوليائه وأصفيائه وهم أئمتنا «عليهم السلام» .
رابعاً : أن لفظ «الله» هو اسم علم للذات المقدسة الجامعة لجميع الصفات العليا ، والأسماء الحسنى .
قيل : هو غير مشتق من شيء بل هو علم . وقيل عن سيبويه : هو مشتق وأصله «إله» دخلت عليه الألف واللام فبقي «الإله» ثم نقلت حركة الهمزة إلى اللام وسقطت فبقي «الله» فأسكنت اللام الأولى وأدغمت وفخم تعظيماً ، لكنه يترقق مع كسرة ما قبله . كما في قوله تعالى : « يدعون من دونِ الله » فهنا لفظ الله خفف لسبقه بتخفيف .
فأصله عربي كما علمت مشتق من «إله» أي معبود فقد ورد «كان إلهاً إذ لا مألوه» أي كان معبود قبل أن يعبد . سبحان الله وتعالى عن كل وصفٍ ومثل .