دلالات الكواكب والنجوم , هل هي ظنية أم قطعية

[صدق الكلمة]

سلام ومحبة للجميع

هذا حوار قصير لكنه عميق
جرى بيني وبين أحدهم. أحببت مشاركته معكم


- قال لي: حتى بطليموس الاسكندراني لا يؤمن بحتمية النجوم
= قلت: لو قرأت "الثمرة" بتمعن لعرفت فلسفة بطليموس تجاه دلالات الكواكب والنجوم ومدى دقتها إن تم التعامل مع دلالاتها وممازجتها بالشكل الصحيح

- ثم سألني: هل تؤمن بحتمية النجوم؟
= قلت: تمعن يا أخي
يقول الحكيم بطليموس في "الثمرة" في كلمته الثالثة:
"..... وأما الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الافضل فيهم فإنهم يقتربون من صورة اليقين بما فيهم من القوة الإلهية وان لم يـــكن معهم من العلم الموضوع كثير شيء." انتهى

يريد أن أصحاب الروحية الراقية والسريرة النقية يقتربون من صورة اليقين في أي علم كان سواء في الهندسة أو الطب أو الروحانيات..
والتنجيم كذلك يحتاج إلى نفس زاكية وروحية راقية وسريرة نقية..
فمن يتمتع بطهارة الباطن يستطيع أن يصل إلى اليقين في أي مسألة أو على الأقل يقترب جدا من اليقين فيها.. بحسب مدى طهارة باطنه حتى وإن لم يتحصل على الكثير من العلم المطروح في الساحة في هذا المجال أو ذاك.

ولأن الكثير باتوا يمتهنون هذا العلم الشريف "التنجيم" والقليل القليل فقط من تتصل روحه بالخالق، وأكثرهم إنما يتبعون أهوائهم..؛ فقد اختلط على المتابع الحابل بالنابل، وأصبح - للأسف - يرى أن هذا العلم الشريف مجرد تخرصات وظنون ولا يمكن أن يصل إلى القطعية واليقين !!

[ابو شمس المحسن]

سلام ومحبة لك
كل العلوم ظنية وتم شرح وبيان ذلك والظن هنا لا يعني التخرص بل بمعنى ترجيح طرف على طرف.
ان الظن الاصطلاحي هو ترجيح طرف على طرف وليس بمعنى التخرص وهو القول بلا دليل.
واليقين هو وقوع الشئ وتحققه في الواقع الخارجي والنظر في دلالات التنجيم ليس واقعا خارجيا .
كما انه لا يوجد حتمية في التنجيم بل يكون الامر قابلا للوقوع.
ان الامور بالتنجيم بالمعنى المشكك والنسبي وهما لفظان ومصطلحان في الفلسفة واللغة، وباختصار اي ان كل دلالة لها عدة معاني وهذا هو المقصود بالمعنى المشكك، ثم لها تحقق بشكل نسبي من حيث قوتها وضعفها وهذا المقصود بالمعنى النسبي. وعلى ما تم بيانه فلن يكون هناك معنا حتميا من قبيل ان تواجد كوكب كذا يعني حتمية الزواج!!! بل لو ان الشروط اجتمعت جميعها فسيبقى الامر مشككا نسبيا من حيث التحقق وهو ظني الحكم.
ان علم الطب وهو من اصدق العلوم وانفعها للانسان ولكن حكمه ظني وليس حتمي لذلك يختلف الاطباء في التشخيص ويقع في حكمهم الخلل فكيف بسائر العلوم الاخرى! .
عليك ان تفرق بين معنى اللفظ الذي يستخدم عند عامة الناس وبين المصطلح الاصطلاحي الذي وضع له اصطلاحا!
واما قول بطليموس الاتي : (فمن يتمتع بطهارة الباطن يستطيع أن يصل إلى اليقين في أي مسألة أو على الأقل يقترب جدا من اليقين فيها). قوله هذا بمعنى ترجيح طرف على طرف للاقتراب من اليقين وما زال في دائرة الظن وعدم الحتمية وكلامه واضح لمن تمعن به فهو في دائرة ترجيح الاطراف وفق الادلة والحتمية لا تتحقق الا بعد وقوع الامر .
والخلاصة ان علم التنجيم مع منفعته فهو ظني من حيث الحكم، والظن هنا هو ترجيح طرف على طرف ، لا كما يتبادر الى اذهان العوام من كثرة الاستخدام حيث يظنون بانه قول بلا دليل ومجرد تخرص.
ارجو ان يقرا الجميع ردي هذا عدة مرات وليتمعنوا به جيدا وليدققوا به كثيرا، مع اني قد شرحت ذلك في منتدياتنا كثيرا وبينت الامر منذ سنوات لكن ما زال هناك التباس عند البعض.
وسلام ومحبة للجميع

[صدق الكلمة]

نعم فهمت ذلك
ولك السلام والمحبة

الفارق هو هنا في استخدام الكلمة
ظني بالمعنى الاصطلاحي وليس بالمعنى العامي.
وكل واجتهاده وما أدى إليه نظره فمنهم من يوفق في إصابة الهدف بدقة ومنهم من يصيب اصل الهدف ويخطئ في نسبته والبعض قد يخطئ إصابة الهدف جملة وتفصيلا
وكان مثالك جدا مناسب
وهو كالطب الذي هو انفع العلوم..الخ

اشكرك جزيل الشكر أستاذي

[ابو شمس المحسن]

اهلا بك أخي الكريم

[Libra91]

لقد تبادر في ذهني في كثير من الاحيان
الوصول لهذه النقطه وهي الاحتمالية أم التأكيد
رد استاذ ابو شمس كان عميقا ووصل الي نقطه جميله جدا
والشكر لفتح الموضوع الي الاخ صدق الكلمة

[صدق الكلمة]

العفو، والشكر لمرورك
وللاستاذ ابو شمس على إفاداته التي لا تنضب