دروس اسبوعبة في احكام النجوم _ الاربعة اسابيع الخامسة_ مترجمة عن روبرت هاند

[المنجم]

دروس اسبوعبة في احكام النجوم _ الاربعة اسابيع الخامسة_ مترجمة عن روبرت هاند

روبرت هاند- الاسبوع السابع عشر- احكام النجوم كما يراه روبرت هاند- الأسبوع السابع عشر

المصدر: http://www.stariq.com/Main/Articles/P0001552.HTM

الأسبوع الماضي، قلت إني سأحاول تعريف الوعي. وفي مستهل ذلك ، سأقول لكم ان محاولة في هذا المجال تعتبر طموح كبير. إن طبيعة وجوهر الوعي كانت، ولا تزال، نقطة جدل بين الفلاسفة لقرون، و لا يمكنني، منطقيا، القول أنني سأحسم هذا الجدل هنا بقول ٍ فصل. ما أريد فعله هو أكثر تواضعا من ذلك (الى حدٍ ما). ما نريد معرفته حقا هو ما لذي يجب أن يكون عليه الوعي حتى يعلب الدور الذي نرى انه يلعبه في السحر، وسأضمّن انا، أحكام النجوم.

إن كلمة "الوعي" ذات أصول لاتينية تعني "المعرفة الجماعية". وهذا يؤكد على الجانب الاجتماعي للوعي والمثير للاهتمام، لكن لا يساعدنا على فهم الفكرة تماما. على كل حال، فانه يشير إلى نقطة سنعود لها في وقت لاحق.

إن مفردة الوعي في الألمانية هي " Bewusstsein " والتي تعني حرفيا "معرفة الوجود" ، وهي اما معرفة الفرد بوجوده او وجود شيء اخر موجود. ويمكن ببساطة القول، عندما لا اكون واعيا، فلست اعلم أيضا أنني موجود، او اي شيء آخر موجود. ان هذه الفكرة الأساسية وهي ان الوعي يتضمن ادراك شيئا اخر. وطبعا، حينها سنسأل عن معنى "ادراك". يمكنني ان اجادل حول شيء ما كالجدل القديم حول موسيقى الجاز. فإن سألت ما هو الجاز، فلن تعرف ابدا. وذات الامر مع الوعي.

انا افكر، اذا انا موجود
لابد انكم جميعا سمعتم بقول ديكارت: "انا افكر، اذا انا موجود". من الواضح انه اعتقد ان التفكير هو مفتاح اساسي للوعي. اما انا أفضل خطا اخر وهو امر مسلم به الا وهو صياغتي وهي:"اعلم انني اعلم، وأعايش ما اجربه ". في هذه الحالة من السهولة استبدال "انا اعلم" ب "انا أدرك". لكن ما لذي ادركه عندما افكر بهذه الاشياء؟ انا ادرك انني "انا" مركز التجربة، وانني اشير الى نفسي كنقطة مركزية للملاحظة حتى عندما، استغرق في تجربتي انسى حالة الادراك. لذا ففي جوهر ووجودي يوجد الوعي بامرٍ ما، بنفسي، باختبار شيء ما، اي شيء.

المشكلة مع الأشياء

كل واحد منا يعلم انه موجود. قد لا اعلم ماهيتي، او كنهي الحقيقي، لكني اعلم بأنني امتلك وعيا وإدراكا. الا ان الأشياء اكثر احتمالا للشك. نحن نعلم بوجود الأشياء، لكننا أكثر تشكيكا بطبيعتها الحقيقية من تشكيكنا بطبيعتنا نحن. والاهم، عندما نواجه شيئا حيا، كالكلب او القطة او اي مخلوق اخر، وحتى الإنسان، هل نعلم بانه مدرك؟ وان كنا كذلك، فكيف نعلم؟

اللغة باعتبارها المفتاح لرؤية الوعي في الآخرين

حسنا، هناك طريقة واحدة نعرفها على وجه التأكيد هي عند التخاطب مع الآخرين. فحالما نبدأ التواصل مع شخص اخر، يساورنا بعض الشك ان هذا الشخص واعٍ. وعندما لا نستطيع التواصل، فلسنا واثقين حتى وان كان الكيان الآخر هو إنسان. والتاريخ مليء بامثلة عن التضارب بين الثقافات (خصوصا عندما تكون هنالك فجوة ثقافية او تكنولوجية كبيرة) والتي تظهر لعدم امكانية التواصل تماما.

إذا فالوعي كما نعرفه له عنصرين: 1- الوعي بالوجود. 2- والوعي الذي يمكن مشاطرته من خلال اللغة. والثاني هو أساس مفردة الوعي ذات الأصول اللاتينية "المعرفة الجماعية". عندما نتشارك العلم مع شخص أخر، فإننا نختبر احدنا الأخر بأقصى درجات الحياة والإدراك. وعندما لانفعل، فإننا لا نتقبل تماما احدنا الأخر كوعي وإدراك، او، أساسا كانسان. اننا نبلغ الوعي المشترك من خلال اللغة. ان التشارك اللغوي يسنح لنا بالاحساس بوجود الاخرين حقا. اذا فيما لايزال اعتبار اللغة ضرورية لنا لاختبار ادراك وجودنا، فان اللغة ضرورية لنا ايضا لاختبار احدنا الاخر ولمشاطرة الوعي.

الإرادة الحرة كعنصر للوعي
لكن هنالك عنصر اخر للوعي. فنحن ندرك ان الاشياء قد تكون صحيحة او خاطئة. واستنادا لهذا، يمكننا الحكم على الامور، والتخطيط لقرارات بناء على هذه الاحكام. هذه هي الارادة الحرة. في حين ان كل الاحياء ليس لها الا الحركة الموجهه، الحركة التي لها هدف محدد (النباتات تتوجه نحو الشمس، الحيوانات تصطاد الطرائد)، فقط المجودات المدركة لها ارادة حرة. وهذا يصح للانسان فقط، على الرغم من اننا نبدي دوافعنا بشكل بدائي وكما لو كانت وفق آلية، كما نراها لدى الحيوانات والنباتات. فعندما نعمل بإرادة حرة فهناك شيء بين ادراكنا وافعالنا، شيء غير محدد، وغير قابل للتنبؤ. لذا ، لدينا هذه العناصر الثلاثة في الوعي.

الأسبوع القادم، سنبدأ بتطوير ادراك ذلك لاجل تفهم العالم الذي يؤدي الى احكام النجوم والسحر.

ترجمة: تقى محمد

الموضوع يتبع ............

[المنجم]

روبرت هاند- الاسبوع الثامن عشر

احكام النجوم كما يراه روبرت هاند- الاسبوع الثامن عشر

http://www.stariq.com/Main/Articles/P0001584.HTM


الأسبوع الماضي، تمكنا من ايجاد تعريف مقتضب، او بدقةٍ اكثر، تمييز للوعي وتوصلنا الى مفهوم مفاده ان الوعي الاكثر ترقيا يتطلب نوع من الارادة الاصيلة والتي نشير لها "بالارادة الحرة". لكن ارغب بتحديد نقطة اخرى قبل المضي قدما.

اضاف ديون فورتشن "الوعي" الى تعريف اليستر كراولي للسحر، ليصبح "السحر هو فن ايقاع تغيير في الوعي انسجاما مع الارادة ". ولسنا نعلم فيما اذا كانت مفردة "الارادة" تشير الى هذه الارادة الحرة المترقية، اوالى الدافع الفطري والاساسي الذي غالبا ما يبدو كارادة. ان عدم القدرة على التمييز بين هذه "الارادات" هو احد الامور التي تجعل السحر خطرا لاؤلئك الذين لا يتمتعون بالحكة اللازمة. لكني اعتقد ان ما جال في خاطر ديون فورتشن كان ارادةً حرة.

اذا لدينا العناصر التالية التي تميز الوعي من الاسبوع الماضي: 1- نحن واعين ومدركين لوعي انفسنا. 2- هناك شيء ما حول وعي اكثر رقي والذي يمكننا من مشاطرة نظرتنا للواقع مع الاخرين. 3- الوعي المترقي يمكننا من رؤية اشياء لنتمكن من الاختيار بحرية، مدفوعين على نحو معين بالفطرة او العاطفة او قوى اخرى تجعلنا نتخذ قرارات قد نعلم انها لا تصب في مصلحتنا او انها لا تتوافق مع نوايانا الحقيقية. او، بصورة ابسط، هل اننا في وعينا عندما لا نستطيع الالتزام بنظام ما؟

هل نختبر الكون كونه وعيا؟


هل نرى اي من عناصر الوعي اعلاه ظاهرة في الكون؟ ذكرت في الاسبوع الماضي ان احدى المعضلات التاريخية هي فشل الاشخاص في تمييز احدهم الاخر كوجود انساني كامل ذلك لانعدام القدرة على التواصل. وما لم اذكره، مع وضوحه هو عندما لا يرى احد طرفي الصراع، الاخر على انه كيان انساني، فانه يقوم بتبرير فشله في الادراك باسلوب ممتاز. فهل فعلنا ذلك بالكون ككل، للارض، او لاي شيء في هذا العالم؟

حسنا، سواء حدث ذلك ام لا، فانه مجرد فشل في القدرة على الفهم، ومن الواضح ان الرأي العلمي السائد هو ان الكون غير واعٍ، كما اسلفت ذكره مرات عدة.

اللغة، السحر واحكام النجوم

اول عناصر الوعي، هو وعينا ، وادراكنا اننا واعين.، الامر الذي يصعب ترسيخه عند الاخر.في الحقيقة، هذه هي جل المشكلة. وكما ذكرت انفا، اننا نقوم بذلك من خلال التواصل، والذي بدوره يتطلب اللغة، وبمستوى اولي بسيط على الاقل. لذا، فهل هناك من لغة يتضمنها كل من السحر واحكام النجوم؟

اتصور ان قلة ممن يشكّون ان هناك ما يشابه اللغة في احكام النجوم. قد لا تبدو واضحة في السحر، لكن اؤلئك الذين درسوه يدركون تماما انه لا يمكن تفعيل اي شيء قديم لا يؤدى فقط من خلال طقوس او سحر متقن. هناك قوانين واجراءات محددة باي شكل من الاشكال، الا انها ليست اعتباطية. ومما هو مسلم به، ان العديد من اجراءات طقوس السحر لابد لاشياء ان تؤدى باسلوب معين، وامور لابد قولها باسلوب معين اخر، والا فان الامر لن ينجح. حتى انني قلت ان اجراءات كهذه تشابه لغة الحاسوب والتي اي خطأ فيها سيؤدي الى حدوث خلل في النتائج.


ان ما ذكرته حول اللغة واجراءات السحر يثير مشكلة. لدينا امثلة واضحة عن اللغة والتي لا تتضمن ادلة ملموسة على اشتماله على الوعي. والحقيقة المؤكدة هي اننا لابد من ان نكون في غاية الدقة في اللغة البرمجية ذلك اننا نتعامل مع آلة. وهي لا تتلقى تعليمات تقريبية. فهل هذا يعني ان السحر عندما يتطلب ذات الدقة هو آلة؟ سنعود لهذه النقطة لاحقا.

وايضا هنالك الرياضيات وهو نوع من اللغة. فنحن نحاكي الطبيعة به، وقدرته على محاكات الطبيعة لايعد دلالة على انه "لغة الطبيعة". حسنا، هذا يقودنا الى المشكلة الاساسية لطبيعة الكون، للاحياء او غيرهم.ان اول علماء الثورة العلمية ، غاليلو، كوبلر و نيوتن، اضافة الى القدماء من العلماء الذين الهموهم، اعتقدوا ان الرياضيات هي لغة الطبيعة، وان مقدرتنا على فهم الطبيعة من خلال المفردات الرياضية سببه ان الطبيعة كانت تخاطبنا من خلاله.

الأسبوع القادم سوف نستمر مع اللغة والطبيعة والبدء في التوصل إلى الاستنتاجات التي هي إلى حد كبير في صراع مع العلم السائد.

[المنجم]

حكام النجوم كما يراه روبرت هاند- الاسبوع التاسع عشر

اللغة والطبيعة، السحر احكام النجوم

المصدر: http://www.stariq.com/Main/Articles/P0001613.HTM


في الأسابيع الماضية بينت كيف أن اللغة متأصلة في الوعي، وكيف أننا نفهم الإشارات اللغوية فطريا. الآن، وعلى صعيد متصل، سأشير مجددا إلى السحر الطبيعي، والذي ناقشته لأسابيع مضت. في تلك المقالة قلت أن السحر الطبيعي، أي "دراسة التأثيرات السحرية على الأشياء الطبيعية"، على الأغلب لم تكن من الخوارق.

وفيما انا ادعم ما قلته هناك، فإن السحر يمكن ان يكون مظهرا للغة الطبيعة. واقصد بذلك الخواص الخفية او مزايا الاشياء الطبيعية كالحجارة والمعادن والنباتات والأشياء الطبيعية الأخرى هي ليست خواص فيزيائية صرفة كالكتلة والكثافة واللون والحجم .. الخ.. بقدر ما هي مركبات تتواصل معنا بالطبيعة، ومهما كانت تلك الطبيعة. (في الواقع هذه واحدة من القضايا التي اعمل عليها هنا، ما هية الطبيعة).

هنا مربط الفرس، للان فان احكام النجوم هو مجرد قراءة لمزايا الكواكب عند ارتباطها معا في الخارطة الشخصية (وإتقان احكام النجوم يبلغ به اكثر من ذلك)، ويمكن اعتبار احكام النجوم شكل من أشكال سحر الطبيعة. وحينما يمضي احدهم لأكثر من مجرد "القراءة" ويعمل على مزايا الكواكب هذه في الخارطة وعلى روح الشخص الذي تتم قراءة خارطته، فكأنما هو انتقال من شيء هو سحر طبيعي صرف الى شيء اقرب ما يكون للسحر عموما، أي فن إحداث التغيير في الوعي بتوافق مع الإرادة.

اللغة، المبني للمعلوم والمبني للمجهول
في اللغة، هناك أسلوبان للحديث: إما ان نستقبل (بالقراءة او الاستماع) او يمكننا ان ننقل (الكتابة والكلام). وعادة ما يكون مزيجا. في الغالب فان احكام النجوم هو مجرد استلام او استماع : "ما الذي تقوله الكواكب؟ " كذلك، عندما نرسم خارطة شخصية او خارطة ساعية، فنحن نقرأ- نستقبل. اما عندما يمارس السحر فأن الممارس له لا يقرأ ويستمع فقط، وإنما إلى حد ما فهو/ هي يكتب ويتكلم. ان الممارس بحال معين يقوم بنقل المزايا بلغة من نوع ما ويحاول نوعا ما إحداث تغيير أثناء الانتقال.

ان هذا الفرق بين النقل المباشر والاستقبال غير المباشر هو احد الفروق الظاهرة بين السحر احكام النجوم. لكن هل هو كذلك حقا؟ هل ان احكام النجوم هو قراءة غير مباشرة صرفة؟ لقد عرفنا للتو انه ليس كذلك. فنحن نعطي لزبوننا نصيحة لكيفية التعامل مع الظروف التي تدل عليها القراءة احكام النجوم لحياتهم. وقد ننصحهم بالأوقات التي يقدمون فيها على فعل الأشياء بحيث تؤتي افضل ثمارها، وقد ننصحهم بالشخص الذي يرتبطون به، او لا، وبهذا يحصدون أفضل ما يمكن ان تهبهم اياه التجارب الموجهة زمانيا. وكذلك قد نقترح للزبائن تغيير إدراكهم بحيث انهم يختبرون الموقف من جانب اخر بشكل يختلف عما كان عليه، وبطريقة الحسابات لينالوا الفائدة والإدراك الذاتي. أليس هذا إحداث للتغيير في الوعي بشكل يوافق مع الإرادة؟

وكيف لهذا، بأقصى حدود مفردة السحر، يختلف عن السحر؟ قد يتم اضطهاد احكام النجوم كما السحر. لمرات عديدة وعلى مر تاريخ احكام النجوم قد اضطهد الاحكامي ليس لان ما قاموا به اعتبر شعوذة وإنما لأنهم قدموا النصح لكيفية الإطاحة بملك، او إمبراطور او البابا الخ.. استنادا إلى التوقيت احكام النجوم. وعدت جرائم ضد الدولة للشخص غير المخول بقراءة خارطة الإمبراطور الروماني.


نجاة احكام النجوم وسقوط السحر

طبعا هذا العنوان غير صحيح ابدا ذلك ان مدارس السحر لا تزال موجودة وجيدة، لكن يصح أيضا ان احكام النجوم قد نجا باقل خسائر ممكنة ويكاد يكون معافى، وكتقليد مستمر، اكثر من مدارس السحر. ربما لان احكام النجوم تمكن من إحاطة نفسه بالوهم الذي يقول انه يختلف عن السحر وانه محض تلقي غير مباشر للمعلومات التي يقرأها من الخارطة. وان صح ذلك، وهو ما اعتقده (ولكن هذه مناقشة نحيلها لوقت اخر)، اذا فان الممارسة الحديثة المتضمنة مساعدة الزبون ليصبح أكثر تصميما بنفسه باستخدام الإدراك والمواقيت احكام النجوم قد يكون فعلا عودة لمزيج احكام النجوم والسحر وهو ما كانت عليه الحال في الأزمنة القديمة.

ان اعترض القاريء بان علم النفس هو المستخدم وليس السحر، فاطلب منه العودة الى تعريف ديون فورتشن (Dion Fortune) للسحر. فيما عدا علم النفس الصرف واغلب انواع آلياته، كالمدرسة السلوكية، فان الربط بين علم النفس واشكال السحر التقليدية وممارسة الغوامض قد لوحظ من زمن وخصوصا جنغ (Jung). و، نعم، اعلم ان هناك اختلافات بين علم النفس واشكال السحر التقليدية لكني ارغب في إمتاع القارئ لهذه اللحظة بالمشتركات. وهناك اثنتان مهمتان: ان علم النفس والسحر كلاهما وسائل لإحداث تغيير في الوعي بتوافق مع الإرادة، وكلاهما قد بحثا ليصلا الى نتيجة متشابهة حول الرمزية وكيف ان الاشياء المختلفة مترابطة من خلال الرمزية. وهذا الامر جلي خصوصا لجنغ (Jung).

الأسبوع القادم، سنختبر بعض الاختلافات بين احكام النجوم والسحر.

[ابو شمس المحسن]

جميل جدا ما تجود به من مواضيع رائعة وقيمة
باركتك روح الحياة
سلام ودعاء ومحبة

[رسالة]

سلمت يداك اخي الكريم ، معلومات جميلة