لتفعل وتنشيط العضوية اضغط هنا !!!
سافر بهلول إلى البصرة فاستأجر غرفة في بيت قديم فيها , كانت أجواء البصرة تلك الأيام متغيرة ، فقد كان الهواء عاصفاً فيها , ذهب بهلول إلى غرفته ليستريح فيها لكن الهواء صار يضرب بالباب , أطبق بهلول جفينه وحاول أن ينام , لكنه الهواء أخذ يشتد في كل لحظه بحيث سلب النوم من عيني بهلول.
نهض بهلول ليتأكد من قفل الباب والشباك هل باقٍ في موضعه أم لا ؟ فوجدهما ساكنين ولم يكن الصوت منها .
وقف بهلول في زاوية من الغرفة وأخذ يستمع جيداً فعلم أن الصوت كان من الأعمدة الخشبية لسقف الغرفة , فإن هذا الصوت كان يهدد بوقوع حادثة مرعبة .
أسرع بهلول إلى الباب وفتحه فدخل الهواء – وكان شديداً جداً – إلى الغرفة
نادى بهلول صاحب الدار كراراً فلم يجبه أحد
كرربهلول مناداة صاحب الدار من وسط الدار بصوتٍ عالٍ فلم يسمع من أحد جواباً .
لم يكن يعلم بهلول غرفة صاحب الدار لأن الغرف كانت عديدة ومحيطة بالدار وفي كل واحده منها جماعة من المستأجرين .
حاول بهلول أن ينادي مرةً أخرى لكنه سمع ان باب إحدى الغرف قد انفتح وخرج منها صاحب الدار وهو غاضب ومتكدر من صوت بهلول الذي أزعجه ,
فقال : ما الذي حدث لك حتى أخذت تصيح وسط الدار ؟
أشار بهلول إلى غرفته , وقال : (( غرفتي ... , إن أعمدتها الخشبية تعطي صوتاً رهيباً )) .
وضع صاحب الدار فانوساً كان بيده على الأرض ثم سأل بهلول
(( لم أفهم ما أردت ؟ ماذا تقول ؟ )) .
قال بهلول مره أخرى : (( أخاف ان تنكسر أعمدة سقف الغرفة وتسقط على رأسي )) .
فهم صاحب الدار ماذا يريد بهلول لكنه أحب المزاح معه , فقال : (( ياحضرة الشيخ , لاينبغي لك أن تخاف من هذا الصوت , لإنك مؤمن وموحد لله تعالى )) .
قال بهلول بكل سكينةٍ وهدوء : (( أخي العزيز , ماعلاقة الإيمان والتوحيد بخراب السقف وسقوطه ؟ )) .
كان صاحب الدار يتصور ان بهلول رجل بسيط ويمكن خداعه , وقال : (( يا حضرة الشيخ , إن جميع الموجودات تسبح لله وتذكره , وأعمدة غرفتك الخشبية أيضاً مشغولةً بالتسبيح والذكر , وهذا الصوت الذي تسمعه هو صوت تسبيحها وذكرها لله )) .
تبسم بهلول وقال : (( لقد صدقت , لكن حيث أن بعد كل ذكر لسجود , فأني أخاف من أن تخر هذهِ الأعمدة ساجدةً لله , فالأفضل لك أن تجد لي حلاً ))
:mrgreen: .فلما سمع صاحب الدار جواب بهلول عرف أنهُ رجل ذكي ولا يمكن خداعه , فصمم أن يعطيه إحدى الغرف الاُخرى بالدار .
