لا بد اننا نتفق على انه لا احد قدقام باختيار اسمه او لونه او جنسه او حظه بهذه الحياة و لكن هل يمكننا الاختيار فيما بعد عندما نكبر و ننضج و نختار الحياة التي نريدها ؟
قد يقول البعض منكم نعم و لكن ليس الكل فهناك من قام بالمحاولة مرارا و تكرارا ليصل لشيء هو ليس مقدرا له حتى تعب و ياس منه و هناك من اضطرته الظروف و الامكانيات لاتخاذ قرارات لا يريدها فوجد الكثيرين انفسهم باماكن و اوضاع لم يرغبوا بها و هنا نرمي اللوم على ما يطلق عليه بالقدر.
طيب، لا بد ان هناك حلول كثيرة مثل قانون الجذب و التوكيدات الايجابية و غيرها من التقنيات المعتمدة لدفع الاضرار و جلب الخيرات الخ...
لكن، ماذا لو كنت ممن تراودهم الرؤى المنامية الغيبية التي يرون فيها احداث مستقبلية غير جيدة و مهما حاولوا لمنع حدوثها فهم يفشلون في ذلك!!
و عن نفسي فهذا يحدث معي كثيرا و رغم انني لم اعد اريد ان اركز مع الامر الا انه لا ينفك عن ازعاجي بمدى دقة حدوثه.
هنا يسافر بي عقلي الى سلسلة west world الرائعة و التي تدور احداثها حول منتزه خيالي متقدم تقنيًا تعيش فيه روبوتات اصطناعية شبيهة جدا بالبشر، وتدعى «المضيفون»، والغرض من وجودها تلبية رغبات الزوار الأثرياء الذين يطلق عليها اسم «الوافدون الجدد». يستطيع الوافدون الجدد فعل ما يريدون داخل المنتزه دون الخوف من انتقام المضيفين.
لفت انتباهي في هذه السلسلة ان المضيفون فيها يمثل البشر في عالمنا اذا ان لكل مضيف قصته و برنامجه الخاص به الذي لا يستطيع الخروج عنه و كل مضيف يعتقد نفسه حرا في تصرفاته و افعاله و افكاره و لكن هو في الواقع لا يقوم الا بما تم برمجته عليه بدون ان يشعر بذلك، فما هي احتمالية ان نكون نحن كبشر على هذا الكوكب شبيهين باولائك المضيفين و لدينا برامج عقلية تسيرنا جميعا حتى يختار هذا ان يعمل بمجال البناء و هذا بمجال الازياء و هذا بمجال الطب الخ...، فلماذا لا يكون الجميع طموحين بنفس القدر و لديهم نفس الذكاء و نفس القدرة الجسدية؟
الظاهر ان هناك برنامج ذكي و متطور للغاية يقوم بادارة الامور هنا و هو من قام بوضع القوانين الكونية جميعا ابتداء بالفلك، و هي قوانين دقيقة و معقدة للغاية.
سمي هذا المدير بما شئت، سمه الله او نور التكوين او الخالق او النور الاعظم، السؤال هنا لماذا لم تترك لنا حرية الاختيار و العيش كما نريد !؟
لماذا وجدنا انفسنا محاطين بقوانين و اقدار تتحكم بمصير حياتنا، هذا تكتب له السعادة و الهناء و هذا تكتب له الشقاء و البلاء.
انا لا ابحث عن الحل هنا بل اريد ان اصل لاجابة منطقية لكل ما يحصل بهذا العالم البائس الذي لا يوجد به عدل على الاطلاق.
مؤخرا حتى النوم و هو الشيء الوحيد الذي كنت انعم به اصبحت احلم باليوم الذي ساكمل فيه نومي على الاخر فقد فتح بجانب منزلنا معمل خياطة و يقومون بتشغيل شان ستيريو على الصباح الاكر لكي يسمعو قليلا من القران ثم ينتقلون الى الاغاني و يقومون بوضعه على صوت يوقظني من نومي على الفور و لا يدعني اكمله فلازلت اشتكي منهم حتى قام بن جيراننا بشراء كلب و وضعه فوق سطح المعمل و هذا الكلب كثير النباح بالليل الشيء الذي اصبح يزعجني فلم اعد اجد راحتي في النوم لا بالليل و لا بالنهار و صرت كل يوم راسي يؤلمني من قلة النوم و لا املك مصاريف المحامي الذي سارفع به قضية على المعمل كي امنع عليهم تشغيل الشان ستيريو و اما بالنسبة للكلب فقد اشتكيت لصاحبه و حدث شجار فيما بيننا فقام بتحويل الكلب الى منزلهم عدة ايام و اليوم رايت في المنام ان اخي يجر معه هذا الكلب في احد ازقة الحي عائدا به الى سطح المعمل فعرفت فور استيقاظي ان الكلب سيعود و فعلا مساء اليوم تم اعادته فوق المعمل

رغم انني شرعت بالمدة الاخيرة في القيام بالتوكيدات الايجابية الا انني لا الاحظ اي تحسن في مجرى الحياة و هذه السنة بالتحديد لم ارى منها خيرا يذكر و لكنني ساستمر في القيام بذلك بدون ملل او كلل حتى يحدث التغيير، خلاصة الحديث ان هذا العالم ليس عادلا في تقسيم الادوار و الحظوظ بين البشر و لم يكن كذلك منذ بداية الخلق، فكيف لي ان اتصور انه سيوجد عدل في يوم الحساب الموعود الذي سيجتمع فيه الخلق اجمعون فان كان المدير لهذا الكون غير عادل من الاول فكيف سيعدل في الاخر و دمتم في خير و بركة.